أوامره التكوينية والتشريعية.
ولا موجب لتخصيص الرسل في الآية بالملائكة النازلين على الأنبياء عليهمالسلام وقد أطلق القرآن الرسل على غيرهم من الملائكة كقوله تعالى : « حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا » الأنعام : ـ ٦١ ، وقوله : « إِنَّ رُسُلَنا يَكْتُبُونَ ما تَمْكُرُونَ » يونس : ـ ٢١ ، وقوله : « وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى قالُوا إِنَّا مُهْلِكُوا أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ » العنكبوت : ـ ٣١.
والأجنحة جمع جناح وهو من الطائر بمنزلة اليد من الإنسان يتوسل به إلى الصعود إلى الجو والنزول منه والانتقال من مكان إلى مكان بالطيران.
فوجود الملك مجهز بما يفعل به نظير ما يفعله الطائر بجناحه فينتقل به من السماء إلى الأرض بأمر الله ويعرج به منها إليها ومن أي موضع إلى أي موضع ، وقد سماه القرآن جناحا ولا يستوجب ذلك إلا ترتب الغاية المطلوبة من الجناح عليه وأما كونه من سنخ جناح غالب الطير ذا ريش وزغب فلا يستوجبه مجرد إطلاق اللفظ كما لم يستوجبه في نظائره كألفاظ العرش والكرسي واللوح والقلم وغيرها.
وقوله : « أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ » صفة للملائكة ، ومثنى وثلاث ورباع ألفاظ دالة على تكرر العدد أي اثنين اثنين وثلاثة ثلاثة وأربعة أربعة كأنه قيل : جعل الملائكة بعضهم ذا جناحين وبعضهم ذا ثلاثة أجنحة وبعضهم ذا أربعة أجنحة.
وقوله : « يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ » لا يخلو من إشعار بحسب السياق بأن منهم من يزيد أجنحته على أربعة.
وقوله : « إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ » تعليل لجميع ما تقدمه أو الجملة الأخيرة والأول أظهر.
( بحث روائي )
في البحار ، عن الإختصاص بإسناده عن المعلى بن محمد رفعه إلى أبي عبد الله عليهالسلام قال : إن الله عز وجل خلق الملائكة من نور ، الخبر.