وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً (٧) فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ (٨) وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ (٩) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (١٠).
( بيان )
تصف السورة القيامة الكبرى التي فيها بعث الناس وحسابهم وجزاؤهم فتذكر أولا شيئا من أهوالها مما يقرب من الإنسان والأرض التي يسكنها فتذكر تقليبها للأوضاع والأحوال بالخفض والرفع وارتجاج الأرض وانبثاث الجبال وتقسم الناس إلى ثلاثة أزواج إجمالا ثم تذكر ما ينتهي إليه حال كل من الأزواج السابقين وأصحاب اليمين وأصحاب الشمال.
ثم تحتج على أصحاب الشمال المنكرين لربوبيته وللبعث المكذبين بالقرآن الداعي إلى التوحيد والإيمان بالبعث. ثم تختم الكلام بذكر الاحتضار بنزول الموت وانقسام الناس إلى ثلاثة أزواج.
والسورة مكية بشهادة سياق آياتها.
قوله تعالى : « إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ » وقوع الحادثة هو حدوثها ، والواقعة صفة توصف بها كل حادثة ، والمراد بها هاهنا واقعة القيامة وقد أطلقت إطلاق الأعلام كأنها لا تحتاج إلى موصوف مقدر ولذا قيل : إنها من أسماء القيامة في القرآن كالحاقة والقارعة والغاشية.
والجملة « إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ » مضمنة معنى الشرط ولم يذكر جزاء الشرط إعظاما له وتفخيما لأمره وهو على أي حال أمر مفهوم مما ستصفه السورة من حال الناس يوم القيامة ، والتقدير نحو من قولنا : فاز المؤمنون وخسر الكافرون.
قوله تعالى : « لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ » قال في المجمع : الكاذبة مصدر كالعافية والعاقبة. انتهى. وعليه فالمعنى : ليس في وقعتها وتحققها كذب ، وقيل : كاذبة صفة محذوفة الموصوف والتقدير : ليس لوقعتها قضية كاذبة.
قوله تعالى : « خافِضَةٌ رافِعَةٌ » خبران مبتدؤهما الضمير الراجع إلى الواقعة ، والخفض خلاف الرفع وكونها خافضة رافعة كناية عن تقليبها نظام الدنيا المشهود فتظهر السرائر