وَأَرْجُلِهِنَّ وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٢) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَما يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ (١٣).
( بيان )
قوله تعالى : « يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ فَامْتَحِنُوهُنَ » الآية ، سياق الآية يعطي أنها نزلت بعد صلح الحديبية ، وكان في العهد المكتوب بين النبي صلىاللهعليهوآله وبين أهل مكة أنه إن لحق من أهل مكة رجل بالمسلمين ردوه إليهم وإن لحق من المسلمين رجل بأهل مكة لم يردوه إليهم ثم إن بعض نساء المشركين أسلمت وهاجرت إلى المدينة فجاء زوجها يستردها فسأل النبي صلىاللهعليهوآله أن يردها إليه فأجابه النبي صلىاللهعليهوآله أن الذي شرطوه في العهد رد الرجل دون النساء ولم يردها إليهم وأعطاه ما أنفق عليها من المهر وهو الذي تدل عليه الآية مع ما يناسب ذلك من أحكامهن.
فقوله : « يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ » سماهن مؤمنات قبل امتحانهن والعلم بإيمانهن لتظاهرهن بذلك.
وقوله : « فَامْتَحِنُوهُنَ » أي اختبروا إيمانهن بما يظهر به ذلك من شهادة وحلف يفيد العلم والوثوق ، وفي قوله : « اللهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِهِنَ » إشارة إلى أنه يجزي في ذلك العلم العادي والوثوق دون اليقين بحقيقة الإيمان الذي هو تعالى أعلم به علما لا يتخلف عنه معلومه.
وقوله : « فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ » ذكرهم بوصف الإيمان للإشارة إلى أنه السبب للحكم وانقطاع علقة الزوجية بين المؤمنة والكافر.
وقوله : « لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَ » مجموع الجملتين كناية عن انقطاع علقة الزوجية ، وليس من توجيه الحرمة إليهن وإليهم في شيء.
وقوله : « وَآتُوهُمْ ما أَنْفَقُوا » أي أعطوا الزوج الكافر ما أنفق عليها من المهر.