الذي أقر لله بالعبودية فنحن منه براء فأين اجتمعنا؟ فقام وقال لصفوان بن يحيى : قم فما كان أغنانا عن هذا المجلس.
أقول : كأنه يريد بقوله : قم فما كان أغنانا عن هذا المجلس ، أن دخوله عليهالسلام لم يفده فائدة حيث لم ينجح ما أتى به من الحجة.
وفي كمال الدين ، بإسناده إلى يعقوب بن شعيب عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كان بين عيسى ومحمد صلىاللهعليهوآله ـ خمس مائة عام منها ـ مائتان وخمسون عاما ليس فيها نبي ولا عالم ظاهر ، قلت : فما كانوا؟ قال : كانوا متمسكين بدين عيسى عليهالسلام ، قلت : فما كانوا؟ قال : كانوا مؤمنين. ثم قال : ولا يكون إلا وفيها عالم.
أقول : المراد بالعالم الإمام الذي هو الحجة ، وهناك روايات واردة في قوله تعالى : « يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ » ، وقوله : « هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِ » تذكر أن النور والهدى ودين الحق ولاية أمير المؤمنين عليهالسلام وهي من الجري والتطبيق أو من البطن وليست بمفسرة ، وعد الفصل بين المسيح وبين محمد صلىاللهعليهوآله خمس مائة عام يخالف ما عليه مشهور التاريخ لكن المحققين ذكروا أن في التاريخ الميلاد اختلالا وقد مرت إشارة ما إلى ذلك في الجزء الثالث من الكتاب.
* * *
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (١٠) تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (١١) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١٢) وَأُخْرى تُحِبُّونَها نَصْرٌ مِنَ