( بحث روائي )
في المجمع : نزلت الآيات في عبد الله بن أبي المنافق وأصحابه وذلك أن رسول الله صلىاللهعليهوآله بلغه أن بني المصطلق يجتمعون لحربه وقائدهم الحارث بن أبي ضرار أبو جويرية زوج النبي صلىاللهعليهوآله.
فلما سمع بهم رسول الله صلىاللهعليهوآله خرج إليهم حتى لقيهم على ماء من مياههم يقال له المريسيع من ناحية قديد إلى الساحل فتزاحف الناس واقتتلوا فهزم الله بني المصطلق وقتل منهم من قتل ونفل رسول الله صلىاللهعليهوآله أبناءهم ونساءهم وأموالهم.
فبينا الناس على ذلك الماء إذ وردت واردة الناس ومع عمر بن الخطاب أجير له من بني غفار يقال له جهجاه بن سعيد يقود له فرسه فازدحم جهجاه وسنان الجهني من بني عوف بن خزرج على الماء فاقتتلا فصرخ الجهني يا معشر الأنصار وصرخ الغفاري يا معشر المهاجرين فأعان الغفاري رجل من المهاجرين يقال له : جعال وكان فقيرا فقال عبد الله بن أبي لجعال : إنك لهتاك فقال : وما يمنعني أن أفعل ذلك؟ واشتد لسان جعال على عبد الله. فقال عبد الله : والذي يحلف به لأزرنك ويهمك غير هذا.
وغضب ابن أبي وعنده رهط من قومه فيهم زيد بن أرقم حديث السن فقال ابن أبي قد نافرونا وكاثرونا في بلادنا ، والله ما مثلنا ومثلهم إلا كما قال القائل : سمن كلبك يأكلك أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل يعني بالأعز نفسه وبالأذل رسول الله صلىاللهعليهوآله ثم أقبل على من حضره من قومه فقال : هذا ما جعلتم بأنفسكم أحللتموهم بلادكم وقاسمتموهم أموالكم أما والله لو أمسكتم عن جعال وذويه فضل الطعام لم يركبوا رقابكم ولأوشكوا أن يتحولوا من بلادكم ويلحقوا بعشائرهم ومواليهم.
فقال زيد بن أرقم : أنت والله الذليل القليل المبغض في قومك ومحمد صلىاللهعليهوآله في عز من الرحمن ومودة من المسلمين والله لا أحبك بعد كلامك هذا فقال عبد الله : اسكت فإنما كنت ألعب.
فمشى زيد بن أرقم إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله وذلك بعد فراغه من الغزو فأخبره الخبر فأمر رسول الله صلىاللهعليهوآله بالرحيل وأرسل إلى عبد الله فأتاه فقال : ما هذا الذي بلغني عنك؟ فقال عبد الله والذي أنزل عليك الكتاب ما قلت شيئا من ذلك قط وإن زيدا