أقول : الظاهر أن قوله : وهو نجم يطلع في آخر الليل تعريف له بحسب زمان صدور الحديث وكان في الصيف وإلا فهو يستوفي في مجموع السنة جميع ساعات الليل والنهار.
وفيه : في قوله تعالى : « أَزِفَتِ الْآزِفَةُ » قال قربت القيامة.
وفي المجمع : في قوله تعالى : « أَفَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ » يعني بالحديث ما تقدم من الأخبار.
وفي الدر المنثور ، أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : لما نزلت هذه الآية على النبي صلىاللهعليهوآله « أَفَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ » فما رئي النبي بعدها ضاحكا حتى ذهب من الدنيا.
* * *
( سورة القمر مكية ، وهي خمس وخمسون آية )
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (١) وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (٢) وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ (٣) وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنَ الْأَنْباءِ ما فِيهِ مُزْدَجَرٌ (٤) حِكْمَةٌ بالِغَةٌ فَما تُغْنِ النُّذُرُ (٥) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ (٦) خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ (٧) مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكافِرُونَ هذا يَوْمٌ عَسِرٌ (٨).