سوق عكاظ ، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء ـ فرجعت الشياطين إلى قومهم فقالوا : ما لكم : قالوا : حيل بيننا وبين خبر السماء ـ وأرسلت علينا الشهب ـ قالوا : ما ذاك إلا من شيء حدث ـ فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها.
فمر النفر الذين أخذوا نحو تهامة بالنبي صلىاللهعليهوآله ـ عامدين إلى سوق عكاظ ـ وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر ـ فلما سمعوا القرآن استمعوا له وقالوا : هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء ـ فرجعوا إلى قومهم وقالوا : « إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ ـ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً » فأوحى الله إلى نبيه صلىاللهعليهوآله : « قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِ ».
ورواه البخاري ومسلم أيضا في الصحيح.
أقول : وروى القمي في تفسيره ما يقرب منه وقد أوردنا الرواية في تفسير سورة الأحقاف في ذيل قوله : « وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِ » إلخ.
لكن ظاهر روايته أن النفر الذين نزلت فيهم آيات سورة الأحقاف هم النفر الذين نزلت فيهم هذه السورة وظاهر آيات السورتين لا يلائم ذلك فإن ظاهر قولهم المنقول في سورة الأحقاف : « إِنَّا سَمِعْنا كِتاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى ( مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ ) يَهْدِي إِلَى الْحَقِ » الآية أنهم كانوا مؤمنين بموسى ومصدقين للتوراة وظاهر آيات هذه السورة أنهم كانوا مشركين لا يرون النبوة ولازم ذلك تغاير الطائفتين اللهم إلا أن يمنع الظهور.
وفيه ، عن علقمة بن قيس قال : قلت لعبد الله بن مسعود : من كان منكم مع النبي صلىاللهعليهوآله ليلة الجن؟ فقال : ما كان منا معه أحد فقدناه ذات ليلة ونحن بمكة ـ فقلنا : اغتيل رسول الله صلىاللهعليهوآله أو استطير ـ فانطلقنا نطلبه من الشعاب فلقيناه مقبلا من نحو حراء ـ فقلنا : يا رسول الله أين كنت؟ لقد أشفقنا عليك ، وقلنا له : بتنا الليلة بشر ليلة بات بها قوم حين فقدناك ، فقال لنا : إنه أتاني داعي الجن فذهبت أقرئهم القرآن ـ فذهب بنا وأرانا آثارهم وآثار نيرانهم ـ فأما أن يكون صحبة منا أحد فلا.
وفيه ، وعن الربيع بن أنس قال : ليس لله تعالى جد وإنما قالته الجن بجهالة ـ فحكاه الله سبحانه كما قالت ، وروي ذلك عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهالسلام.
أقول : المراد بالجد المنفي عنه تعالى الحظ والبخت.
وفي الاحتجاج ، عن علي عليهالسلام في حديث : فأقبل إليه الجن والنبي صلىاللهعليهوآله ببطن