النخل ـ فاعتذروا بأنهم ظنوا كما ظننتم أن لن يبعث الله أحدا ، ولقد أقبل إليه أحد وسبعون ألفا منهم ـ فبايعوه على الصوم والصلاة والزكاة ـ والحج والجهاد ونصح المسلمين ـ فاعتذروا بأنهم قالوا على الله شططا.
أقول : بيعتهم للنبي صلىاللهعليهوآله على الصوم والصلاة إلخ ، يصدقها قولهم المحكي في أول السورة : « فَآمَنَّا بِهِ » وقولهم : « وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدى آمَنَّا بِهِ » ، وأما كيفية عملهم بها وخاصة بالزكاة والجهاد فمجهولة لنا ، واعتذارهم الأول المذكور لا يخلو من خفاء.
وفي تفسير القمي ، بإسناده إلى زرارة قال : سألت أبا جعفر عن قول الله : « وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ ـ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزادُوهُمْ رَهَقاً » قال : كان الرجل ينطلق إلى الكاهن ـ الذي يوحي إليه الشيطان ـ فيقول : قل للشيطان : فلان قد عاذ بك.
وفيه : في قوله تعالى : « فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً » قال : البخس النقصان ، والرهق العذاب.
وسئل العالم عن مؤمني الجن أيدخلون الجنة؟ فقال : لا ولكن لله حظائر بين الجنة والنار ـ يكون فيها مؤمنوا الجن وفساق الشيعة.
أقول : لعل المراد بهذه الحظائر هي بعض درجات الجنة التي هي دون جنة الصالحين.
واعلم أنه ورد في بعض الروايات من طرق أئمة أهل البيت عليهالسلام تطبيق ما في الآيات من الهدى والطريقة على ولاية علي عليهالسلام وهي من الجري وليست من التفسير في شيء.
* * *
( وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً (١٨) وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللهِ يَدْعُوهُ كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً (١٩) قُلْ إِنَّما أَدْعُوا رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً (٢٠) قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَداً (٢١) قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً