وفيه ، روي عن أم سلمة أنها قالت : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يقطع قراءته آية آية.
وفيه ، عن أنس قال : كان صلىاللهعليهوآله يمد صوته مدا.
وفيه : سأل الحارث بن هشام رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : يا رسول الله كيف يأتيك الوحي؟ فقال صلىاللهعليهوآله : أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس ـ وهو أشد علي فيفصم (١) عني وقد وعيت ما قال ـ وأحيانا يتمثل الملك رجلا فأعي ما يقول.
قالت عائشة : إنه كان ليوحي إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ وهو على راحلته فتضرب بجرانها.
قالت : ولقد رأيته ينزل عليه في اليوم الشديد البرد ـ فيفصم عنه وإن جبينه ليرفض عرقا.
وعن تفسير العياشي ، بإسناده عن عيسى بن عبيد عن أبيه عن جده عن علي عليهالسلام قال : كان القرآن ينسخ بعضه بعضا ، وإنما يؤخذ من أمر رسول الله صلىاللهعليهوآله بآخره.
وكان من آخر ما نزل عليه سورة المائدة ـ نسخت ما قبلها ولم ينسخها شيء ـ لقد نزلت عليه وهو على بغلة شهباء ـ وثقل عليها الوحي حتى وقفت ـ وتدلى بطنها حتى رأيت سرتها تكاد تمس الأرض.
أقول : إن صحت الرواية كان ظهور أثر ثقل الوحي على الناقة أو البغلة من قبيل تجسم المعاني وكثيرا ما يوجد مثله فيما نقل من المعجزات وكرامات الأولياء ، وأما اتصاف الوحي وهو كلام بالثقل المادي فغير معقول.
وفي التهذيب ، بإسناده عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليهالسلام في قول الله عز وجل : « إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً » قال : يعني بقوله : « وَأَقْوَمُ قِيلاً » قيام الرجل عن فراشه يريد به الله عز وجل لا يريد به غيره.
أقول : ورواه أيضا بسندين آخرين في التهذيب والعلل عن هشام عنه عليهالسلام.
وفي المجمع في قوله تعالى : « إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ » الآية : والمروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهالسلام أنهما قالا : هي القيام في آخر الليل.
__________________
(١) الفصم : القطع.