يكون خصم مَنْ قتل ولده؟! ثمّ قال رأس الجالوت : يا أبا عبد الله اشهد لي عند جدّك ؛ فأنا أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له،وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله. فقال له يزيد : الآن خرجت من دينك ودخلت في دين الإسلام فقد برئنا منك. ثمّ أمر بضرب عنقه (١)
عن أبي الأسود قال : لقيت رأس الجالوت(٢) فقال : إنّ بيني وبين داود سبعين أباً وإنّ اليهود إذا رأوني عظَّموني وعَرفوا حقّي وأوجبوا حِفْظي وإن ليس بينكم وبين نبيكم إلاّ أب واحد قتلتم ابنه (٣)!
وعن زيد بن أرقم قال : كنت عند عبيد الله بن زياد (لعنه الله) إذ أُتي برأس الحسين بن علي فوضع في طست بين يديه فأخذ قضيباً فجعل يفتر به عن شفته وعن أسنانه فلم أرَ ثغراً أحسن منه كأنّه الدرّ فلم أتمالك أن رفعت صوتي بالبكاء فقال : ما يبكيك أيّها الشيخ؟ قلت : يبكيني ما رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقبِّل بعض موضع هذا القضيب ويلثمه ويقول : «اللّهُمّ إنّي أُحبّه فأَحِبَّه» (٤).
عن المنهال بن عمر قال : أنا والله رأيت رأس الحسين حين حُمل وأنا
____________________
(١) مقتل الحسين لأبي مخنف : ص ٢٠٢.
(٢) الجالوت : الجالية من اليهود أي الذين جلوا عن أوطانهم ببيت المقدس ، ورأس الجالوت : رئيسهم وكان من ولد داود عليهالسلام العقد الفريد : ج ٤ ص ٣٥١.
(٣) العقد الفريد : ج ٤ ص ٣٥١ ؛ جواهر العقدين في فضل الشرفين : ص ٤١٤.
(٤) تاريخ مدينة دمشق : ج ١٤ ص ٢٣٦ ح ٣٥٤٥ ؛ سير أعلام النبلاء : ج ٤ ص ٤٢٦ رقم ٢٧٠.