بدمشق وبين يدي الرأس رجل يقرأ سورة الكهف حتّى بلغ قوله تعالى : (أَم حَسِبْتَ أنَّ أصحابَ الكَهْفِ والرقيم كانوا من آياتِنا عَجَباً) (١). فانطق الله الرأس بلسان ذرب فقال : «أعجب من أصحاب الكهف قتلي وحملي» (٢).
عن عليّ بن الحسين زين العابدين عليهالسلام أنّه قال : «لمّا أُتي برأس الحسين عليهالسلام إلى يزيد كان يتّخذ مجالس الشرب ويأتي برأس الحسين فيضعه بين يديه ويشرب عليه فحضر ذات يوم أحد مجالسه رسول ملك الروم وكان من أشراف الروم وعظمائها فقال : يا ملك العرب رأس مَنْ هذا؟ فقال له يزيد : ما لك ولهذا الرأس؟ قال : إنّي إذا رجعت إلى ملكنا يسألني عن كلّ شيء رأيته فأحببت أن أخبره بقصّة هذا الرأس وصاحبه. فقال يزيد : رأس الحسين بن علي بن أبي طالب. فقال : ومَنْ اُمّه؟ قال : فاطمة الزهراء. قال : بنت مَنْ؟ قال : بنت رسول الله. فقال الرسول : أفٍّ لك ولدينك! ما دين أخسّ من دينك! اعلم أنّي من أحفاد داود وبيني وبينه آباء كثيرة والنصارى يعظّموني ويأخذون التراب من تحت قدمي تبركاً ؛ لأنّي من أحفاد داود وأنتم تقتلون ابن بنت رسول الله وما بينه وبين رسول الله إلاّ اُمّ واحدة فأي دين هذا؟!
ثمّ قال له الرسول : يا يزيد هل سمعت بحديث كنيسة الحافر؟ فقال
____________________
(١) سورة الكهف : الآية ٩.
(٢) الخصائص الكبرى : ج ٢ ص ١٢٧.