الخالد ، ومشروحة ـ بكل تفصيل ـ في سنة النبي (ص) وأحاديث أئمة المسلمين (ع).
* * *
ورسالة «الحقوق» التي أتشرف بتقديمها الي القراء الكرام جزءٌ من قوانين الاسلام ونظامه الاجتماعي الرائع ، وبعضٌ من تلك المبادئ السماوية العليا التي أنزلها الله عز وجل رحمة للعالمين.
وهل هناك ما يستطيع مثلي أن يقوله في وصف هذه الرسالة ، وقد كتبها الامام علي بن الحسين ـ عليه السلام ـ لتكون نبراساً لماعاً يمزق أستار الظلام الخيم علي مجتمعه الذي عاش فيه ، بل أستار كل ظلام يخيم علي المجتمع الاسلامي علي طول تاريخه المديد.
لقد كتبها ـ سلام الله عليه ـ بقلمه الشريف ، واستوحاها من منابع الوحي والرسالة والامامة ، وصاغها صياغة القانوني الماهر والمشرّع الحكيم ، فأبدعها أيما إبداع ، وأخرجها أيما إخراج ، فكانت ـ ولا زالت ـ آية ـ لا يشق لها غبار ـ في تنظيم سعادة المجتمع وهنائه وخيره.
وها نحن نقرأها اليوم ـ في منتصف القرن العشرين ـ فنجدها وكأنها بنت الساعة في تفكيرها وتسلسلها وتنظيمها لحقوق كل فرد مع ربه ونفسه ، ومع غيره من بني الانسان ، بل نجد في بعض تلك الحقوق ما لم تعمل به الي اليوم أكبر دول الحضارة والتقدم في العالم.
ولا اريد الدخول في سرد التفاصيل والبحث القانوني المقارن في كل