تكذبه ولا تغفله ولا تخدعه ولا تعمل في انتقاصه عمل العدو الذي لا يبقي على صاحبه. وإن اطمأن اليك استقصيت له على نفسك وعلمت أن غبن المسترسل ربا (١).
٨ ـ حق الخصم
أ ـ المدعي :
وأما حق الخصم المدعي عليك : فإن كان ما يدعي عليك حقا لم تنفسخ في صحبته ولم تعمل في إبطال دعوته وكنت خصم نفسك له ، والحاكم عليها والشاهد له بحقه دون شهادة الشهود. فإن ذلك حق اللّه عليك. وإن كان ما يدعيه باطلا رفقت به وردعته وناشدته بدينه ، وكسرت حدته عنك بذكر اللّه ، وألقيت (٢) حشو الكلام ولغطه الذي لا يرد عنك عادية عدوك. بل تبوء بإثمه وبه يشحذ عليك سيف عداوته ، لأن لفظة السوء تبعث الشر ، والخير مقمعة للشر. ولا قوة الاّ باللّه. (٣)
ب ـ المدعى عليه :
وأما حق الخصم المدعى عليه : فإن كان ما تدعيه حقا أجملت في مقاولته بمخرج الدعوى. فإن للدعوى غلظة في سمع المدعى عليه ، وقصدت قصد حجتك بالرفق ، وأمهل المهلة ، وأبين البيان ، وألطف اللطف ، ولم
__________________
(١) وفي رواية : ولا تخدعه وتتقي اللّه تبارك وتعالى في أمره.
(٢) يعني تركت ونبذت.
(٣) وفي رواية : فإن كان ما يدعي عليك حقا كنت شاهده على نفسك ولم تظلمه. وأوفيته حقه ، وإن كان ما يدعي به باطلا رفقت به ولم تأت في أمره غير الرفق ، ولم تسخط ربك في أمره.