في نفسك. وكأنك لا تثق به في تأدية وديعتك اليك ، ثم لم تمتن بها على أحد لأنها لك. فاذا امتننت بها لم تأمن أن يكون بها مثل تهجين حالك منها إلى من مننت بها عليه. لأن في ذلك دليلا على أنك لم ترد نفسك بها ولو أردت نفسك بها لم تمتن على أحد. ولا قوة إلاّ باللّه (١).
ه ـ حق الهدي :
وأما حق الهدي : فأن تخلص به الارادة إلى ربك. والتعرض لرحمته وقبوله ، ولا تريد عيون الناظرين دونه. فاذا كنت كذلك لم تكن متكلفا ولا متصنعا ، وكنت إنما تقصد إلى اللّه. واعلم ان اللّه يراد باليسير ولا يراد بالعسير. كما أراد بخلقه التيسير ولم يرد بهم التعسير. وكذلك التذلل أولى بك من (التدهقن). لأن الكلفة المؤنة في (المتدهقنين) ، فأما التذلل والتمسكن فلا كلفة فيهما ولا مؤنة عليهما لأنهما الخلقة وهما موجودان في الطبيعة. ولا قوة إلا باللّه (٢).
٤ ـ حقوق الائمة
أ ـ حق السلطان (٣) :
فأما حق سائسك بالسلطان : فأن تعلم أنك جعلت له فتنة وأنه مبتلى
__________________
(١) وفي رواية أخرى : وحق الصدقة أن تعلم أنها ذكرك عند ربك عز وجل. ووديعتك التي لا تحتاج إلى الاشهاد عليها وكنت بما تستودعه سرا أوثق منك بما تستودعه علانية ، وتعلم أنها تدفع البلايا والأسقام عنك في الدنيا ، وتدفع عنك النار في الآخرة.
(٢) والرواية الثانية : وحق الهدي أن تريد به اللّه عز وجل ولا تريد به خلقه ، ولا تريد به إلاّ التعرض لرحمة اللّه ونجاة روحك يوم تلقاه.
(٣) يقصد بالسلطان حكام السوء في كل زمان.