ب ـ حق الحج :
وحق الحج : أن تعلم أنه وفادة إلى ربك ، وفرار اليه من ذنوبك. وبه قبول توبتك ، وقضاء الفرض الذي أوجبه اللّه عليك (١).
ج ـ حق الصوم :
وأما حق الصوم : فأن تعلم أنه حجاب ضربه اللّه على لسانك وسمعك وبصرك وفرجك وبطنك ليسترك به من النار (٢).
وهكذا جاء في الحديث : «الصوم جنّة من النار». فان سكنت أطرافك في حجبتها رجوت أن تكون محجوبا. وإن أنت تركتها تضطرب في حجابها وترفع جنبات الحجاب فتطلع إلى ما ليس لها بالنظرة الداعية للشهوة والقوة الخارجة عن حد التقية للّه لم تأمن أن تخرق الحجاب وتخرج منه. ولا قوة إلاّ باللّه.
د ـ حق الصدقة :
وأما حق الصدقة : فأن تعلم أنها ذخرك عند ربك ، ووديعتك التي لا تحتاج الى الاشهاد. فاذا علمت ذلك كنت بما استودعته سرا أوثق منك بما استودعته علانية ، وكنت جديرا أن لا تكون أسررت اليه أمرا أعلنته ، وكان الأمر بينك وبينه فيها سرا على كل حال ، ولم تستظهر عليه فيما استودعته منها باشهاد الأسماع والأبصار عليه بها ، كأنها أوثق
__________________
قائم بين يدي اللّه عز وجل. فاذا علمت ذلك قمت مقام الذليل الحقير ، الراغب الراهب ، الراجي الخائف ، المستكين ، المعظم لمن كان بين يديه بالسكون والوقار. وتقبل عليها بقلبك وتقيمها بحدودها وحقوقها.
(١) ولم تذكر الرواية الأخرى حق الحج.
(٢) أضافت رواية ثانية : فان تركت الصوم خرقت ستر اللّه عليك.