وذهاب المروءة ، وضبطه إذا همّ بالجوع والظمأ. فان الشبع المنتهي بصاحبه إلى التخم مكسلة ومثبطة ومقطعة عن كل بر وكرم ، وان الري المنتهي بصاحبه إلى السكر مسخفة ومجهلة ومذهبة للمروءة (١).
ز ـ حق الفرج :
وأما حق فرجك : فحفظه مما لا يحل لك ، والاستعانة عليه بغض البصر ـ فانه من أعون الأعوان ـ وكثرة ذكر الموت والتهدد لنفسك باللّه والتخويف لها به. وباللّه العصمة والتأييد ولا حول ولا قوة إلاّ به (٢).
٣ ـ حقوق الافعال
أ ـ حق الصلاة :
فأما حق الصلاة فأن تعلم أنها وفادة إلى اللّه ، وأنك قائم بين يدي اللّه ، فاذا علمت ذلك كنت خليقا أن تقوم فيها مقام الذليل الراغب الراهب ، الخائف الراجي ، المسكين المتضرع ، المعظم من قام بين يديه بالسكون والاطراق وخشوع الأطراف ولين الجناح وحسن المناجاة له في نفسه ، والرغبة إليه في فكاك رقبتك التي أحاطت بها خطيئتك ، واستهلكتها ذنوبك ولا قوة إلاّ باللّه (٣).
__________________
(١) وفي رواية : وحق بطنك أن لا تجعله وعاء للحرام ولا تزيد على الشبع.
(٢) وفي رواية : وحق فرجك أن تحصنه عن الزنا ، وتحفظه من أن ينظر اليه.
(١) وفي رواية : وحق الصلاة أن تعلم أنها وفادة إلى اللّه عز وجل وأنك فيها