فيك بما جعل له عليك من السلطان (١) ، وأن تخلص له في النصيحة ، وأن لا تماحكه وقد بسطت يده عليك فتكون سبب هلاك نفسك وهلاكه. وتذلل وتلطف لا عطائه من الرضا ما يكفّه عنك ولا يضر بدينك ، وتستعين عليه في ذلك باللّه ، ولا تعازه (٢) ولا تعانده فانك إن فعلت ذلك عققته وعققت نفسك فعرضتها لمكروهه وعرضته للهلكة فيك وكنت خليقا أن تكون معينا له على نفسك وشريكا له فيما أتى إليك. ولا قوة إلاّ باللّه.
ب ـ حق المعلم :
فأما حق سائسك بالعلم : فالتعظيم له والتوقير لمجلسه ، وحسن الاستماع إليه والاقبال عليه ، والمعونة له على نفسك فيما لا غنى بك عنه من العلم ، بأن تفرغ له عقلك وتحضره فهمك وتذكي له قلبك وتجلي له بصرك ، بترك اللذات ونقص الشهوات ، وان تعلم أنك فيما ألقى إليك رسوله إلى من لقيك من أهل الجهل فلزمك حسن التأدية عنه إليهم ، ولا تخنه في تأدية رسالته والقيام بها عنه إذا تقلدتها. ولا قوة إلاّ باللّه (٣).
__________________
(١) وفي رواية : وأن عليك أن لا تتعرض لسخطه فتلقي بيديك إلى التهلكة وتكون شريكا له فيما يأتي إليك من سوء.
(٢) أي لا تعارضه في العزة.
(٣) وفي رواية أخرى : وحق سائسك بالعلم التعظيم له والتوقير لمجلسه وحسن الاستماع اليه والاقبال عليه ، وأن لا ترفع عليه صوتك ، ولا تجيب أحدا يسأله عن شيء حتى يكون هو الذي يجيب ، ولا تحدث في مجلسه أحدا ولا تغتاب عنده أحدا ، وأن تدفع عنه إذا ذكر عندك بسوء ، وأن تستر عيوبه وتظهر مناقبه. ولا تجالس له عدوا ولا تعادي له وليا. فاذا فعلت ذلك شهدت لك ملائكة اللّه بأنك قصدته وتعلمت علمه للّه جل اسمه لا للناس.