آتاك من العلم وولاك من خزانة الحكمة ، فان أحسنت فيما ولاّك اللّه من ذلك وقمت به لهم مقام الخازن الشفيق الناصح لمولاه في عبيده ، الصابر المحتسب ، الذي إذا رأى ذا حاجة أخرج له من الأموال التي في يديه ، كنت راشدا ، وكنت لذلك آملا معتقدا وإلاّ كنت له خائنا ولخلقه ظالما ولسلبه وعزه متعرضا.
ج ـ الرعية بملك النكاح :
وأما حق رعيتك بملك النكاح : فأن تعلم أن اللّه جعلها سكنا ومستراحا وأنسا وواقية ، وكذلك كل واحد منكما يجب أن يحمد اللّه على صاحبه ويعلم أن ذلك نعمة منه عليه ، ووجب أن يحسن صحبة نعمة اللّه ويكرمها ويرفق بها وإن كان حقك عليها أغلظ ، وطاعتك بها ألزم ، فيما أحببت وكرهت ما لم تكن معصية. فان لها حق الرحمة والمؤانسة. ولا قوة إلاّ باللّه (١).
د ـ الرعية بملك اليمين :
وأما حق رعيتك بملك اليمين فأن تعلم أنه خلق ربك ، ولحمك ودمك ، وإنك لم تملكه لأنك صنعته دون اللّه ، ولا خلقت له سمعا ولا بصرا ، ولا أجريت له رزقا ، ولكن اللّه كفاك ذلك ثم سخره لك ، ائتمنك عليه واستودعك إيّاه لتحفظه فيه وتسير فيه بسيرته فتطعمه مما تأكل
__________________
(١) وفي رواية : وأما حق الزوجة فان تعلم أن اللّه عز وجل جعلها لك سكنا وأنسا ، فتعلم أن ذلك نعمة من اللّه عليك فتكرمها وترفق بها وإن كان حقك عليها أوجب فان لها عليك أن ترحمها لأنها أسيرك ، وتطعمها وتكسوها. وإذا جهلت عفوت عنها.