ب ـ حق المسؤول :
وأما حق المسؤول : فإن أعطى قبل منه ما أعطى بالشكر له والمعرفة لفضله. واطلب وجه العذر في منعه ، وأحسن به الظن ، واعلم أنه إن منع فماله منع. وأن ليس التثريب في ماله وإن كان ظالما. فإن الانسان لظلوم كفّار (١).
ج ـ حق من سرّك :
وأما حق من سرك اللّه به وعلى يديه : فان كان تعمدها لك حمدت اللّه أولا ثم شكرته على ذلك بقدره في موضع الجزاء ، وكافأته على فضل الابتداء وأرصدت له المكافأة. وإن لم يكن تعمدها حمدت اللّه أولا ثم شكرته ، وعلمت أنه منه توحدك بها ، وأحببت هذا إذ كان سببا من أسباب نعم اللّه عليك ، وترجو له بعد ذلك خيرا. فإن أسباب النعم بركة حيث ما كانت وإن كان لم يعتمد. ولا قوة الاّ باللّه (٢).
د ـ حق القضاء :
وأما حق من ساءك القضاء على يديه بقول أو فعل فإن كان تعمدها كان العفو أولى بك لما فيه له من القمع وحسن الأدب مع كثير من أمثاله من الخلق؛ فإن اللّه يقول : «ولَمَنِ اِنْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولٰئِكَ مٰا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ ... ـ الى قوله ـ لَمِنْ عَزْمِ اَلْأُمُورِ». وقال عز وجل : «وَإِنْ
__________________
(١) وفي رواية : إن أعطى فاقبل منه بالشكر والمعرفة بفضله ، وإن منع فاقبل عذره.
(٢) وفي رواية : أن تحمد اللّه عز وجل أولا ثم تشكره.