للاضطرابات والمنازعات الداخلية ، التي اخذت تزعزع بالتدريج جهاز الدولة الذي اسسه الشاه اسماعيل حفيد مؤسس السلالة الصفوية ، هذا في حين ان الدولة العثمانية التي كانت قد وصلت إلى اقصى درجات الانحطاط والتدهور ، اصبح لها في شخص مراد الرابع حاكم يتصف بالشجاعة والحزم وارادة قوية لاتلين (١). لقد ارتقى مراد العرش في عام ١٦٢٨م وعمره ثلاث عشرة سنة ، وكان ذلك في ذروة الكوارث والمصاعب الداخلية والخارجية التي اناخت على الامبراطورية العثمانية ، حتى ان مراد نفسه كاد يقتل في دوامة الانتفاضات والعصيانات والتمردات لكنه كشف بشكل لم يكن يتوقعه يتوقعه احد عن شخصية قوية عادية ففي عام ١٦٣٢م وبعد ان عاث الانكشارية والسباهية المتمردون فساداً لمدة شهرين واخذوا يقتربون من رأس مراد نفسه بادر فقمع الانتفاضات والفتن على امتداد الامبراطورية كلها ، واعاد بذلك هيبة الحكومة وقوة الدولة ثم اعاد الضبط والطاعة في القوات المسلحة فامن ذلك النظام والهدوء في داخل الدولة العثمانية. وبعد ان تغلب مراد على كل اعدائه في الداخل وجه كل قوته نحو فارس التي لم تجلب الحرب معها على الرغم من تواصلها منذ وفاة الشاه عباس أي نصر للسلاح العثماني فحتى حصار بغداد على يد خسرو باشا في ١٦٣٠ و ١٦٣١م انتهى بالفشل. ولهذا قرر السلطان ان يقود العمليات الحربية ضد فارس بنفسه قتوجه عام ١٦٣٥م على رأس حملة عسكرية انتهت باستيلائه على يرفان ونهبه لتبريز ولم يعد إلى اسطنبول الا مع حلول الشتاء لكن الفرس استطاعوا في السنة التالية ان يستعيدوا من العثمانيين جميع المدن التي اخذت منهم بحيث تحتم
__________________
(١) Von Sax; OP. Cit S.. ٥٨ FF.