على السلطان ان يتوجه اليهم على رأس قواته مرة اخرى فظهر في ١٥ تشرين الثاني عام ١٦٣٨م تحت اسوار بغداد التي اقتحمها بعد حصار دام اربعين يوماً. وقد احتفل بعودة عاصمة العباسيين إلى ورثتهم في الخلافة ونعني السلاطين الاتراك ، بمذبحة شاملة ضد الفرس بحيث هلك منهم في ذلك الوقت حسب شهادة المؤرخين مالايقل عن اربعين الف شخص من ضمنهم الحامية الفارسية التي كان عدد افرادها عشرة الاف (١).
طار خبر الانتصار الجديد الذي احرزه السلاح العثماني إلى جميع انحاء العلم الاسلامي ووصل قبل أي مكان اخر إلى البصرة طبعاً فاقتنع عاملها حسين باشا بان الكفاح من اجل الاستقلال ضد خصم قوي كمراد الرابع امر ليس في طاقته ولهذا نجده يسرع بابداء ولائه للمنتصر وعزز ذلك بالكثير من الهدايا الثمنية من بينها عدد من الخيول العربية الاصلية وقد تعطف مراد وقبل الهدايا ولكنه اعتبر في الوقت نفسه ان الوقت قد حان لوضع نهاية للحكم شبه المستقل الذي تتمتع به اسرة سياب في البصرة فعمد في ١٦٣٩م إلى تعيين علي باشا وهو مير ميران (٢) تركي والياً هناك (٣) وقد تحتم على حسين ان يقبل بذلك ويتنازل عن السلطة العليا في المدينة التي كان قبل ذلك يحكمها بشكل مستقل تماماً ، للوالي الذي عينه السلطان. غير ان هذا الامير العربي الابي لم يستطع القبول بوضعه كتابع فكان ينتظر الفرصة المناسبة لكي يبعد الضيف غير المرغوب عن البصرة
__________________
(١) De Hammer, OP .. Cit, T. II, P ٤٨٤ EE
(٢) عثمان يعني امير امراء. (المترجم).
(٣) Ritter; OP Cit. T. VII, Abt. IIS. ١٠٣٤.