التي اعتاد ان ينظر اليها على انها ملك متوارث في اسرته. ولم تلبث الفرصة المنتظرة ان حلت ، فقد عادت الفوضى والاضطرابات وشملت الدولة العثمانية بقوة جديدة بعد وفاة مراد الرابع عام ١٦٤٠م وانتقلت دفة الحكم مرة اخرى إلى ايدي السلطانات (١) فعاد الانكشارية مرة اخرى إلى تمرداتهم وفتنهم (٢). ولم تلبث الاقاليم ان حذت حذو العاصمة فاعادت الفتن والانتفاضات هناك صورة التدهور السابقة الذي اوقفته لفترة قصيرة يد مراد القوية. ولم يتأخر العراق في لك عن بقية مناطق الامبراطورية فقد سادت في بغداد في عام ١٦٥١م بسبب طرح عملة صغيرة سكت محلياً للتداول ، الاضطرابات التي ادت إلى ان يسود الاستياء في جميع انحاء العراق. فبادر حسين باشا إلى استغلال الفرصة فارسل من الحويزة إلى بغداد فصيلاً بلغ تعداد افراده اثني عشر الف رجل وذلك لكي يجذب انتباه والي بغداد عن البصرة التي عمد حسين في ذات الوقت إلى طرد واليها والتركي المير ميران علي باشا ثم عزل ايضاً محمداً الذي عينه الباب العالي متصرفاً للاحساء واستبدله بشخص اخر اختاره هو.
كان تصرف حسين باشا الذي يدل على تمرد ظاهر يهدد بانفصال جنوب العراق يتطلب اتخاذ إجراءات فورية حازمة ولهذا طلبت اسطنبول من والي بغداد مرتضى باشا التحرك نحو البصرة لكسر شوكة آل سياب نهائياً. وعندما سمع حسين باشا بتقدم القوات التركية - سارع إلى الاختباء في القرنة التي كان قد حولها منذ زمن طويل إلى حصن من الطراز الاول وحشد فيها جميع قواته فهو لم يكن يعتمد على البصريين الذين تكون من
__________________
(١) زوجات السلاطين (المترجم).
(٢) Von Sax; OP. Cit s. ٦٤ FF.