العرب بعد ان تتوغل القوات العثمانية في داخل فارس لكي لا تكون الانتفاضات التي سيقومون بها لصالح الفرس. وهكذا تطابقت مساعي حسن باشا الرامية إلى ترسيخ وضعه في المنصب عن طريق تقوية سلطته مع نوايا الباب العالي الهادفة إلى تقوية هذا الحاكم الحدودي بسبب متطلبات الصراع المقبل مع فارس. وكانت النتيجة ان جميع اجراءات حسن باشا الموجهة نحو زيادة قوته واهميته كانت تصادف العطف والموافقة من جانب الحكومة العثمانية الامر الذي مكنه من تركيز قوة استثنائية في يده. ان السياسة البارعة التي اتبعها حسن باشا وكذلك ابنه احمد باشا والقائمة على اخافة الباب العالي تارة بثورات العرب التي يصطغانها اذ يصوران العرب مستعدين للاستسلام لفارس وطوراً بنية الباشوين المزعومة في الانتقال إلى صف الشاه ، ساعدتهما على الاحتفاظ بالسلطة في العراق بشكل راسخ إلى درجة ان ولاية بغداد اصبحت ارثاً في اسرتهما التي حكمت المنطقة لمدة طويلة استغرقت ثلاثة ارباع القرن الثامن عشر.
لم يكن السبب في تعيين حسن باشا في منصب والي بغداد هو العلاقات التي تربطه بالبلاط لكونه متزوجاً من ابنة احد اصحاب الحظوة لدى السلطان محمد الرابع فقط ، وانما كان السبب ايضاً الخدماته الشخصية فقد استطاع ان يظهر مواهبه العسكرية حتى في الحرب غير الموفقة مع النمسا وهي الحرب التي انتهت بعقد صلح كارلوفتس المهين. ولهذا كرّم بعد انتهاء الحرب بالاطواغ الثلاثة وعين في اول الامر والياً على قرمانيا ثم لم يلبث ان نقل إلى بغداد التي بقى فيها احدى وعشرين سنة أي إلى ان توفي في عام ١٧٢٣.
كانت القضية الاولى التي انشغل فيها حسن باشا بعد وصوله إلى بغداد عام ١٧٠٢ م هي ضرورة ايقاف الانكشارية عند حدهم ، فاذا ما علمنا