من ثمانية الاف منهم في بغداد وما لا يقل عن خمسمائة في البصرة ، اما البقية فكانوا موزعين بشكل حاميات صغيرة على مختلف القلاع.
من كل ذلك يكون من المفهوم ان يباشر حسن باشا الذي كان هدفه ترسيخ وضعه في العراق بانشاء قوة تجابه الانكشارية قبل ان يفعل أي شيء اخر ، فاسس لهذا الغرض بموافقة الصدر الاعظم - الذي خصص لذلك مبلغاً كبيراً من المال ـ فيلقاً خاصاً من «اللاوند» أي الخيالة النظاميين الذين كانوا يؤلفون مع حرس الباشا الخاص وقواته غير النظامية ، قوة عسكرية تتعادل مع الانكشارية فتحتم على هؤلاء ان يستكينوا لحسن باشا ويتحولوا إلى منفذين مطيعين لاوامره.
وكان الاجراء التالي الذي اتخذه حسن باشا بهدف تثبيت حكمه لولاية بغداد هو اخضاع القبائل العربية المحلية وقد استخدم لذلك وسائل مختلفة ابتداءً من ارسال الحملات التأديبية ضد القبائل التي ترفض الخضوع وانتهاء بالرشاوي والهدايا وكان هذا الوالي اول من استخدم مع العرب بنجاح مبدأ «فرق تسد» الذي اصبح منذ ذلك الوقت حجر الزاوية في السياسة العثمانية في هذه المنطقة. وقد انعكس استخدام هذا المبدأ بالدرجة الاولى في اخذ المراعي والاراضي الحكومية من احدى القبائل واعطائها إلى اخرى وفي اسناد قريب طموح لهذا الشيخ النافذ أو ذاك وذلك من اجل زرع الخلافات في عائلة هذا الاخير ، وكذلك في منح الرتب والقاب الشرف والهدايا النقدية الكبيرة بهدف الحصول على صداقة اولئك الشيوخ الذين كان اسنادهم له ضرورياً للكفاح ضد القبائل المعادية. ولم يتوصل حسن باشا بهذه الاجراءات إلى اخضاع عرب العراق اخضاعاً تاماً فقط وانما حصل ايضاً على سلطة استثنائية عليهم تسمح له بان يحول القبائل المحلية إلى اداة لتحقيق نواياه الطموحة ، وقد تعزز الحلف بين