حسن باشا والعرب بزواج ابنه احمد من ابنة احد اكثر شيوخ العراق العرب ونفوذاً وهو امير الحلة.
بعد ان امن حسن باشا طاعة الانكشارية وخضوع العرب اصبح بامكانه ان يفكر بتوسيع وزيادة قوته وهو امر كان يحتم عليه ان يحصل على موافقة الباب العالي على ان تلحق بباشوية بغداد التي فوض حكمها المناطق والاقاليم المجاورة لها ونعني شهروز أو الاجزاء الجنوبية من مناطق كردستان التي كانت في حوزة العثمانيين والتي كان يحكمها باشا من مرتبة الاطواغ الثلاثة وماردين التي يديرها حاكم خاص ثم البصرة التي كان يعيش بها باشا من مرتبة الطوغين يعينه السلطان مباشرة (١). وقد استغل لتحقيق هدفه هذا الاعداد للحرب ضد فارس اذ قدم للباب العالي تصورات مدعومة بالحجج والبراهين تدلل على عدم امكانية والي بغداد مجابهة الفرس بنجاح بالاستناد إلى قوات منطقته فقط وتعذر تسديد المصاريف الحربية بالاستناد إلى ايرادات هذه الاخيرة لوحدها. ولم يتسطيعوا في استطنبول الا الموافقة على وجهة نظره هذه وهكذا تقرر ان تكون كردستان وماردين تابعة له تبعية تامة.
اما ضم البصرة فكان اصعب من ذلك بكثير ولكن ظروفاً ملائمة ساعدت هذا الرجل الطموح. وخلاصة القضية ان خليل باشا الذي عين في ١٧٠٦م والياً للبصرة ارسل إلى هناك كهية ، أي مسؤول التموين في الجيش (٢) قبله فاثار هذا باعماله التي تفتقر إلى الحذق والخبرة ثورة جدية
__________________
(١) G. Olivier, voyage dans I Empire othoman, Pegypte etLa perse, T. IV (Parisgn ١٢) P. ٣٣٧.
(٢) الكهية هو نائب الوالي أو مساعده. (المترجم).