تهدئة العرب دون اراقة دماء تقريباً اقترح على الحكومة ان تعين لولاية البصرة ابنه احمد متكفلاً بان يحافظ على الهدوء التام في جنوب العراق وان يرسل إلى الخزينة بشكل منظم الايرادات المحسوبة على تلك المنطقة ايضاً. ولم يبق امام الباب العالي الا الموافقة على هذا الاقتراح وهكذا عين احمد باشا ابن حسن باشا في ١٧١٥م والياً للبصرة (١).
وبهذا الشكل استطاع والي بغداد ان يضم إلى الباشوات التي يحكمها جنوب العراق ايضاً ومعه البصرة مدينته الرئيسة التي اصبح مصيرها ، بفضل ذلك مرتبطاً بشكل اوثق بسير الاحداث العام في بغداد وبنشاط الولاة هناك. وفقدت البصرة منذ ذلك الوقت استقلالها الاداري ، ذلك ان ولاة بغداد اصبحوا هم الذين يرسلون اليها حاكمها اذ يختارونه من بين الموظفين الذين يثقون بهم ، وكان لقبه «المتسلم». وحتى «القبودان» باشا الذي كان السلطان حتى ذلك الوقت يختاره من بين كبار البحارة ويرسله إلى هناك تحول إلى ضابط بسيط يخدم لدى والي بغداد ، وبذلك اصبح هذا الاخير الرئيس الفعلي لاسطول البصرة الذي كان يتألف من بضعة عشرات من السفن المسطحة القاع مخصصة لمكافحة القراصنة في انهار وقنوات جنوب العراق وللمحافظة على النظام والامن في الطرق المائية في المنطقة.
لقد اصبحت تحت سلطة حسن باشا بعد ضم العراق منطقة لاتقل في مساحتها عن مصر تشمل كل الاقاليم الواقعة بين الخليج والحدود السورية من جهة وحدود فارس من جهة اخرى. ولهذا كاد والي بغداد ان يصبح اقوى الولاة الاقليميين في الامبراطورية العثمانية جميعاً لا سيما اذا
__________________
(١) N iebuber, OP. Cit. T. II. S. ٢١٢.