اقترب نادر قلي خان مرة اخرى من بغداد واتصل باحمد باشا طالباً تسليم المدينة طوعاً غير ان والي بغداد اطال المفاوضات عمداً إلى ان اجبرت انتفاضة قامت في اقليم فارس الوصي على الاسراع بالعودة إلى فارس (١).
لقد صور اعداء احمد باشا وعلى رأسهم الصدر الاعظم على باشا تحطيم نادر شاه للجيش العثماني عند مندلي للسلطان على انه نتيجة لخيانة والي بغداد فأقيل احمد باشا لهذا السبب من حكم العراق في بداية ١٧٣٤م وطيلة سنتين من هذا التاريخ ظل الولاة هناك يعينون من اسطنبول مباشرة وقام احدهم وهو اسماعيل باشا عندما عين صدراً اعظم في بداية ١٧٣٦م بالتوسط لاعادة احمد باشا والياً على بغداد. وكان السبب في هذا العطف المفاجئ هو ان النجاحات غير الاعتيادية التي حققها الوصي الفارسي في مسرح العمليات العسكرية في القفقاس واندحار العثمانيين مجدداً في ١٧٣٥م بالقرب من يرفان جعلت الدولة العثمانية تقرر عقد الصلح وعلقت على علاقات الصداقة التي تربط احمد باشا بنادر قلي خان امالاً خاصة في عقده. ولهذا فقد انيطت مهمة اجراء مفاوضات الصلح بوالي بغداد الذي اعيد إلى منصبه فارسل هذا مندوباً عنه إلى معسكر موغان الذي كان نادر شاه موجوداً فيه انذاك ، وكان هذا الاخير قد نصب في السنة نفسها أي في ١٧٣٦م في موغان شاهاً لفارس بسبب موت عباس الثالث فجأة ، الامر الذي دفع الباب العالي إلى التعجيل بتوقيع معاهدة الصلح. ولم يستطع الشاه الجديد ان يعيد لصالح فارس الحدود التي كانت قائمة في زمن مراد الرابع مما يعني تنازل الدولة العثمانية عن جميع ما استولت عليه من الاراضي الفارسية منذ ذلك الوقت فحسب ، بل حصل ايضاً للحجاج الفرس
__________________
(١) Malcolm, OP. Cit. T. III, P٨٥.