على حق المرور بحرية إلى مكة عن طريق الحسا والسماح لهم بزيارة النجف وكربلاء وغيرها من العتبات المقدسة في العراق دون عائق.
وفي الوقت نفسه طرح نادر شاه في اسطنبول قضية الاعتراف بالمذهب الخامس أي الجعفري إلى جانب المذاهب السنية الاربعة وهي الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي ، وباتباعه الفرس الذين زعم انهم اعتنقوا منذ الان الاتجاه السني في الاسلام. ولكي يقنع الدولة العثمانية اكثر بصحة قيام الانقلاب الديني في فارس توجه نادر شاه إلى الشعب في فارس بمرسوم اكد فيه ضرورة انهاء الانشقاق بين السنة والشيعة ودعا سكان ايران إلى التخلي بعد الان عن جميع العقائد التي تميز التشيع ابتداءً من عدم الاعتراف بالخلفاء الثلاثة الاوائل. وهكذا بدا كما لو ان نادر شاه كانت تحركه الحمية الدينية ولم يكن يسعى إلاّ إلى انهاء الصراع بين السنة والشيعة. غير ان حاكم فارس كان في واقع الامر يمارس نوايا الطموح تحت هذا الغطاء ساعياً لتوحيد تاجي فارس والدولة العثمانية في شخصه والتوصل إلى اعلانه خليفة لكلا الدولتين بعد ربطهما مسبقاً بالمذهب السني المشترك (١). لكن الدولة العثمانية ادركت هذه الخطط ورفضت الاعتراف بالمذهب الجعفري الجديد وبذلك تكون قد قدرت تقديراً جيداً الخطر الذي يهددها من جانب نادر شاه واصبحت تستعد بشكل افضل لمواصلة الصراع معه بعد فترة توقف في العمليات العسكرية استمرت من ١٧٣٧ إلى ١٧٤٠م استغلها حاكم ايران الذي لايكل للقيام بحملته الظافرة على الهند.
في أثناء هذه الفسحة غير الاختيارية ارتاح العراق ايضاً بعض الشيء
__________________
(١) Hanway, OP. Cit. T. II., Abt. Ivs. ٢٠٣ FF.