من كوارث غزوات نادر المتواصلة سيما ان الباب الذي كان مشغولاً بالحرب مع روسيا والنمساء لم يكن يتدخل في الامور الداخلية للمنطقة موفراً لاحمد باشا والي بغداد صاحب الشعبية الواسعة بين الاهالي امكانية معالجة الجروح التي سببتها لهذه المنطقة الحروب الفارسية الاخيرة ولو جزئياً. ومع ذلك لم يتأت للعراق ان يرتاح طويلاً ذلك ان نادر شاه بعد ان رجع من الهند عاد وركز انظاره عليه واخذ بتهيئة الجو لتنفيذ نيته بالاستيلاء على هذه المنطقة. وقد انعكست هذه التهيئة بقيام انتفاضات عربية جديدة اثارها انصار الشاه بسهولة. وقد زاد من هذه السهولة ان احدى القبائل العراقية الرئيسة ، وهي المنتفق لم تكن على علاقات طيبة مع احمد باشا ، وكان سبب استياء المنتفقيين هو عزل الباشا لشيخهم النافذ سعدون والقائه في السجن بسبب رفضه رفضه دفع الضرائب التي طلبت منه للاعداد للحرب ضد فارس. لكن الشيخ الجديد الذي حتم اعادة المشيخة إلى سعدون الذي لم يغفر لاحمد اذلاله له بهذا الشكل ، فقام في ١٧٤١ م وبعد ان وجد سنداً له في شخص نادر شاه بانتفاضة في جنوب العراق الذي نهب من قبل المنتفقيين واخذت فصائل الثوار العرب تستعد للاستيلاء على البصرة التي لم يتمكن متسلمها من جعلها في وضع دفاعي الا بصعوبة. وبما ان المتسلم لم يكن يعتقد بامكانه حمايتها من المنتفقيين فقد طلب من والي بغداد ارسال التعزيزات بسرعة ، وكان الوالي في ذلك الوقت في الشمال مشغولاً في الكفاح ضد القبائل الكردية التي اثارها مساعي نادر شاه ايضاً ضد العثمانيين (١).
__________________
(١) Paris ١٧٤٨), P. ١٣٥ FF.) M. otter, Voyage en Turguie et enperse T. II