التي اخذ جميع رعايا فارس يغادرونها على عجل بشكل تظاهري فيزيدون بذلك من الارتباك الجماعي. وقد اقر الباب العالي بسبب هذا الوضع الحرج بضرورة الغاء اوامره واعادة منطقة البصرة إلى سلطة احمد باشا الذي بادر على الفور إلى ارسال متسلمه السابق يحيى اغا إلى هناك فاستطاع هذا ان يجبر الشيخ سعدون على الانسحاب مع اتباعه إلى القرنة.
ولم يترك نادر شاه في خلال ذلك أي مناسبة الا واستغلها للتأثير على عرب العراق باتجاه يلائمه ، حتى حوّل استعداداته للاستيلاء على العراق إلى تظاهرة مفيدة لخططه ، فقد جمع كميات كبيرة من المؤن والعلف وخزنها في الحويزة المجاورة للبصرة واشترى في العراق نفسه ٦٠٠٠٠ رأس من الحيوان لخيالته (١). وقد أثارت ضخامة هذه الاستعدادات العلنية للحرب بالاقتران مع التحريض الذي كان يقوم به مبعوثو نادر شاه الحركة العربية في العراق مجدداً ، وهكذا اشتغلت في ١٧٤٢ م انتفاضة الزبيديين وبعض العشائر القاطنة في الاهوار في مجرى الفرات الادنى ووقفت هذه العشائر ضد العثمانيين بقوة السلاح وقد كلف تهدئتها جهوداً كبيرة تجشمها سليمان اغا كهية والي بغداد. ولم تكد هذه الاضطرابات تنتهي حتى ثارت قبيلة كعب التي تقطن المنطقة الواقعة على الضفة اليسرى لشط العرب حتى نهر الجراحي وهنديان. لقد استاء هؤلاء من عزل شيخهم السابق فقتلوا الشيخ الجديد الذي عينه احمد باشا واخذوا يستعدون للاغارة على البصرة لكن متسلم المدينة وجه اليهم فصيلاً من الانكشارية استطاع ان يحطم الثوار ويأسر قائد الانتفاضة (٢).
__________________
(١) Hanway, OP. Cit. T. II. Abt. VS. ٣٧٢ FF.
(٢) Otter : OP. Cit. T. II. P. ١٧٠ FF.