وبعد ان اعلم الباب العالي بهذه الهبوبات العربية لصالح فارس طلب من احمد باشا ان يعمل ، قبل بدأ العمليات العسكرية ضد نادر شاه ، على اتخاذ الاجراءات الكافية بمنع اكثر القبائل العراقية قوة واكثرها اضطراباً ونعني المنتفقين وبنى لام من انتقال إلى صفوف الفرس. وقد القى احمد باشا تنفيذ هذه المهمة على عاتق الكهية سليمان اغا وكان هذا قد قاد باستمرار الحملات التأديبية ضد العرب فاستطاع بذلك ان يستوعب جميع خططهم وخدعهم بحيث لم تنج واحدة من القبائل العربية من يد هذا المؤدب الرهيب. لقد كان هذا الكهية ماهراً بشكل خاص في مباغته المعسكرات العربية بغارات ليلة ، وبسبب ذلك اطلق عليه العرب اسم «ابو ليلة» وسماه اهالي بغداد اسد باشا تعظيماً له وما ان سمع الشيخ سعدون باقتراب فيصل سليمان اغا حتى عجّل بالانسحاب إلى صحراء السورية وعد نفسه هناك آمنا تماماً لان أي قائد عثماني لم يخطر قبل ذلك بتعقيب العرب في تلك المنطقة الجرداء عديمة الحياة. غير ان الكهية سليمان الذي كانت له حسابات شخصية مع سعدون لم تثنه صعوبات السير في الصحراء واستطاع ان يجد معسكر الشيخ الذي لم يكن يرتاب بشيء فهاجمه قبل ان يستفيق من المفاجأة. وبعد مقاومة يائسة تحكمت قوات الشيخ سعدون ولقى هو نفسه مصرعه في حومة القتال وقد فصل رأسه عن الجسد وارسل بين غنائم اخرى إلى اسطنبول. وقد هرب اخو سعدون إلى فارس ثم عاد ومعه رسالة توصية من نادر شاه إلى احمد باشا وقد بادر هذا إلى تعيينه شيخاً للمنتفقين على امل ان يجد في شخصه مطيعاً لمخططاته ومنفداً لها وفي السنة نفسها أي في عام ١٧٤٢ م اقتص سليمان اغا بقسوة لاتقل عن ذلك من بني لام متهماً اياهم بالمشاركة في انتفاضة المنتفقين في النسة الماضية وفي الميل للانتقال إلى صف نادر شاه على غرار جزء