من ابناء قبيلتهم كان ينتقل منذ ١٧١٥ م في منطقة الحويزة. ان هذه الاضطرابات العربية بالاقتران مع خراب جنوب العراق بسبب نهب العرب الثائرين وبسبب الفيضانات والمجاعات ايضاً - حتى ان سكان البصرة نجوا من الموت جوعاً بسبب سماح نادر شاه بشراء القمح من مخازن الحويزة - اعطت خصوم احمد باشا حجة جديدة لاتهامه بالاهمال المقصود للعراق مؤكدين ان هدفه من ذلك هو ان تذهب هذه المنطقة بسهولة إلى نادر شاه. وكانت هذه الاتهامات الجديدة التي كان يؤيدها بحماس عدو احمد الرئيس ونعني علي باشا الذي كان قد عين في منصب الصدر الاعظم مجدداً اثره ، فنقل احمد باشا في ١٧٤٣ م إلى دمشق. وقد عد احمد باشا هذا النقل خدعة لابعاده عن العراق ومن ثم اعدامه ، ولهذا فانه رفض المنصب الجديد واصر على البقاء في بغداد. وقد ظهر ان مخاوف احمد باشا لم تكن خالية من الاساس ، ذلك ان الصدر الاعظم علي باشا وبهدف التخلص من والي بغداد اقترح منصبه على قائد قلعة بغداد عثمان باشا ومنحه الحرية التامة في اختيار الوسائل لابعاد احمد باشا. وعندما لم تتحقق هذه الخطة بسبب رفض القائد للصفقة ولكن ذلك لم يحدث ايضاً لان الباشا اكتشف في الوقت المناسب مكيدة عدوه اللدود (١).
وبالاضافة إلى ذلك اخر الباب العالي ارسال الفرمان السلطان القاضي باعادة احمد باشا إلى ولاية بغداد بدلاً من منصب والي دمشق الذي رفضه ، الامر الذي اقنع حاك بغداد نهائياً بخسران قضيته في اسطنبول إلى غير رجعة. وعلى ما يشهد به القنصل الفرنسي السيد اوتر (٢) الذي كان معاصراً
__________________
(١) Hanway, OP. Cit. T. II Abt. V. S. ٣٧٥ F.
(٢) Otter, OP. Cit. T. II, p. ٣٦١.