لاحمد باشا ، فان خوف احمد على حياته دفعه إلى ان ينتهج اسلوباً متطرفاً لافشال مكائد اعدائه ، فقد ارسل شخصاً يثق به إلى نادر شاه دعاه إلى ان يترك صراعه غير المثمر مع اللزكيين ويتوجه لاحتلال مابين النهريب حيث سيتمكن من احتلال كركوك والموصل وديار بكر بسهولة. وقد استمع نادر شاه لطلب احمد باشا ولكنه بدلاً من أن يتجه إلى المدن التي اشار بها عليه ارسل يقول له بانه ينوي ان يقوم بزيارة العتبات المقدسة في العراق. وهكذا عبر في تلك السنة أي في ١٧٤٣م جيشان فارسيان الحدود العراقية وتوغلا في اراضي باشوية بغداد. وقد اقلقت هذه الاحداث الباب العالي بحيث انه لم يكتف بتأكيد احمد في المنصب الذي يحتله فقط بل ارسل له مبلغاً لا يستهان به من المال لتمكينه من الدفاع عن المنطقة. لقد توجه احد الجيشين الفارسيين نحو بغداد في حين تحرك الاخر نحو البصرة. لقد نهب العدو ومحق جميع القرى والمستوطنات المحيطة بالبصرة وذبح كل سكانها الذكور واستعبد النساء والاطفال لكنه لم يستطع الاستيلاء على المدينة فاضطر لان يضرب عليها الحصار. وفي هذا الثناء تمكنت الدولة العثمانية من تجهيز جيش احدهما في ارضروم والاخر في ديار بكر وبدأت تستعد لتوجيههما ضد الفرس في آن واحد. ولكي يدرأ اتحاد هاذين الجيشين ويحكم كلاً منهما على انفراد قرر نادر شاه التخلي عن الاستمرار في محاولاته للاستيلاء على بغداد والبصرة ولهذا فقد امر القوات المحاصرة لهاتين المدينتين بالتوجه نحو ديار بكر في حين استعد هو نفسه للزحف إلى وان (١).
__________________
(١) Hanway : OP. Cit. T. II, Abt. VS. ٣٧٩.