الاعداء عليه لقب «احمد باديشاه» ثم استبدلوه بلقب ينطوي على سخرية اكثر هو «نظام الملك» وقد ارادوا بذلك ان يشيروا إلى الصداقة التي تربط بنادر شاه والعطف الذي يتمتع به لديه.
قررّ الباب العالي استغلال اختفاء نادر شاه الرهيب من مسرح الاحداث وموت احمد باشا لاعادة تقسيم ولاية بغداد الواسعة إلى نفس الاجزاء التي كانت تتألف منها في السابق. وبدا ان كل شيء يعمل لصالح خطط الحكومة العثمانية ، ففي فارس ، حيث قام عدة مطالبين بالعرش وانهمكوا في صراع عنيف فيما بينهم طال مختلف اجزاء فارس ، سادت فوضى شاملة شغلت الفرس عن العراق. وفي العراق نفسه لم يكن هناك ما ينبئ بحدوث تعقيدات اذ لم يبق بعد احمد باشا خلف من الذكور يستطيعون معارضة مساعي الحكومة لانهاء الوضع شبه المستقل الذي كان حكام العراق يتمتعون به. وهكذا يسارع الباب العالي إلى تعيين الحاج احمد باشا ، وهوصدر اعظم سابق والياً لبغداد بعد ان فصل البصرة وجنوب العراق عن سلطته وعين فيها حاكماً اخر اسمه احمد باشا ايضاً ويلقب «قيصرية لي» وكان هذا قد ترأس اخر سفارة عثمانية ارسلت إلى نادر شاه ولكنه عاد إلى بغداد دون ان يصل إلى هدفه وذلك بسبب موت الحاكم الفارسي (١).
غير ان الباب العالي عندما عمد الي الغاء ارث احمد باشا لم يأخذ بالحسبان ميول العراقيين انفسهم الذين اعتادوا على استقلال تام تقريباً عن اسطنبول طيلة عهدي احمد باشا وابيه حسن باشا اللذين استمرا نصف قرن. كما انه اسقط من حسابه ان كلاً من هاذين الواليين كان له عدد
__________________
(١) DeHammer : OP. Cit. T. III. P. ٥١٨.