لا يستهان به من الانصار المخلصين لا بين القوات العسكرية واهالي المدن والقبائل العربية فقط وانما في الجهاز الاداري الذي كان يتألف كلياً من صنائع حاكمي العراق المذكورين. ولهذا فمن الطبيعي تماماً ان تثير التغيرات التي اجراها الباب العالي في هذه المنطقة - ولا سيما تعيين اشخاص من اختياره هو هناك - اسيتاء عاماً بين العراقيين الذين اعتادوا على ان يعدوا كهية احمد باشا سليمان اغا الخلف المباشر لاسرة ذلك الوالي. وكان سليمان هذا ينحدر من الجورجيين وقد اصبح منذ صغره مملوكاً لدى احمد باشا وقد ساعده انقاذه لحياة سيده في احدى المرات عندما كان هذا في رحلة لصيد الاسود على ان يصبح اقرب الاشخاص اليه واكثرهم اهلية لثقته ، فقد كوفيء على ذلك بتزويجه من ابنة الباشا عادلة خاتون.
لقد كان صهر الباشا يتمتع بشعبية كبيرة في العراق وكان يحظى شخصياً باحترام وتبجيل كبيرين من جانب الاهالي للبطولة والشجاعة التي اظهرها اثناء اخماده انتفاضات القبائل العربية الامر الذي جعله كما رأينا يحظى من اهالي بغداد بلقب يدل على الاطراء (اسد باشا). وكان سليمان اغا الذي عمل الكثير من اجل اشاعة الهدوء في هذه المنطقة يرى من جانبه ان تعيينه واليا لبغداد هو مكافأة يستحقها تماماً ، ولكن الباب العالي الذي كان قد قرر انهاء حكم اسرة حسن باشا الوراثي للعراق لم يكن يريد حتى مجرد سماع أي شيء يتعلق بابقاء صهر احمد باشا في هذه المنطقة. وهكذا نقل سليمان اغا إلى اطنة.
لكن الحكومة لم تلبث ان اقتنعت بان الباشا الجديد الذي لم يكن مرغوباً من العراقيين مقضي عليه بالفشل بهذا المنطقة العاصفة والثائرة على الدوام وبالفعل لم يكن الحاج احمد باشا يباشر باداء واجباته والياً جديد