لبغداد حتى قام في المدينة في نفس السنة نفسها أي في ١٧٤٨م عصيان نظمه الانكشارية الذين كانوا هادئين منذ زمن طويل ، فعمدوا إلى طرد صنيعة الباب العالي وطالبوا بتعيين والي البصرة احمد قيصرية لي والياً في بغداد بدلاً منه. وما كادت الحكومة تستجب لمطاليب الانكشارية حتى ثار أمير الحلة العربي الذي كان سليمان اغا متزوجاً من حفيدته عادلة خاتون خاتون ، وطرق بغداد بعشيرته مطالباً بنقل صهره إلى العراق. وقد تحتم على الباب العالي ان يتراجع في هذه المرة ايضاً فنقل سليمان اعا إلى منصب والي البصرة الذي اصبح شاغراً بعد نقل قيصرية لي والي بغداد (١).
بعد ان رتب سليمان اغا عودته إلى العراق بهذا الشكل اخذ يسعى للحصول على منصب والي بغداد مستنداً على تعاطف العراقيين واسنادهم له. فاخذ الانكشارية بتحريض منه يمارسون الاساءة ونشر الاضطرابات مجدداً مما اضطر الباب العالي الي استبدال احمد باشا قيصرية لي بحاكم الموصل محمد باشا ترياكي (٢) فكان هذا الثالث والي يعين في بغداد خلال سنة واحدة. وكان سليمان اغا في هذه الاثناء يسعى بشكل موفق لان يظهر نفسه وهو يباشر مهامه والياً للبصرة في افضل صورة امام اسطنبول ، فبعد ان قضى على تمرد قوات متحدة من بني لام وعرب الحويزة في موضع على الفرات يقال له العرجة ارسل إلى السلطان رأسي قائدي الثوار الاساسيين وهما برهان (٣) وابنه كلب علي ومن ثم جعل الهدوء والنظام يستتبان في جنوب العراق الذي لم يعرفهما منذ زمن طويل وطهّر الطرق
__________________
(١) De Hammer : OP. Cit. III. Pp. ٥٢٢, ٥٢٤.
(٢) ان ترياكي باشا الضابط الانكشاري الذي تعين والياً لبغداد هو غير والي الموصل محمد باشا الترياكي. (المترجم).
(٣) الصحيح برهام. (المترجم).