البرية والمائية من قطاع الطرق والقراصنة. وبعد ان دلل سليمان اغا للحكومة على قدرته على ضبط العراقيين غادر البصرة فجأة في ١٧٤٩م وقصد بغداد على راس فصيل لا يزيد عدد افراده عن ئمانمائة شخص. وعندما اقتنع الوالي محمد باشا ترياكي بنية سليمان بمهاجمة بغداد جمع على عجل اربعة عشر الف شخص وسار بهم لملاقاة خصمه بعد ان احتفل مسبقاً بالنصر على هذه الحفنة الصغيرة من الاعداء. وعند اول صدام بين الطرفين جرى في الحلة انتقل القسم الاغلب من قوات والي بغداد إلى صف سليمان آغا. الذي دخل بعد ذلك بغداد منتصراً في الوقت الذي وجد فيه صنيعة الباب العالي محمد ترياكي الذي هرب من ساحة المعركة ابواب المدينة موصدة في وجهه.
وهكذا نجحت جهود سليمان اغا للاستقرار في بغداد ، ولكي يبرز موقفه امام الباب العالي عمد إلى عودة مجلس من اعيان المدينة والنافذين فيها وجعله يتوجه إلى السلطان بطلب اشار فيه إلى عدم اهلية الباشوات الذي عينهم الباب العالي لتهدئة البلاد والتمس ابقاء سليمان اغا في بغداد لكونه الوالي الوحيد الذي برهن نشاطه السابق على مقدرته على تدبير امر هذه المنطقة. كذلك سارع سليمان اغا من جانبه فارسل إلى اسطنبول تأكيدات باخلاصه وخضوعه التام. وكانت نتيجة هذه الحملة التي اديرت بمهارة منحه لقب باشا من مرتبة الاطواغ الثلاثة وتثبيته في منصب والي بغداد.
لقد ساعد على نجاح المغامرة الجريئة التي قام بها سليمان اغا لدرجة ملحوظة القلق الذي اثاره في اسطنبول ظهور مصلح اسلامي جديد في الجزيرة العربية هو عبد الوهاب (١) الذي ينتمي إلى قبيلة بني تميم. لقد
__________________
(١) يقصد الشيخ محمد بن عبد الوهاب. (المترجم).