كان هذا يهدف إلى اعادة تعاليم الاسلام إلى نقاوتها الاولى (١) فقرر القضاء على البدع الدينية الجديدة لدى المسلمين المعاصرين ابتداء من تقديس قبر الرسول (ص) وقبور شخصيات الاسلام المقدسة من جهة ومن الجهة الاخرى العمل على تقويم اخلاق شركائه في الدين عن طريق محاربة الترف واللبس الفاخر والافراط في الاكل والشرب. وكان مؤسس طائفة متزمتي الاسلام هذا يبحث عن الاسناد لدى حكام سوريا والعراق النافذين ولكنه بعد ان لم يعترف به في دمشق وبعد ان طرد من البصرة وبغداد ، وجد له حامياً لم يتوقعه احد ونعني محمد بن سعود امير الدرعية في نجد. وباسناد فعال من جانب هذا القائد العربي القوي الذي اخذ يجلب قبائل الجزيرة العربية إلى المعتقد الجديدة شملت حركة الوهابية بسرعة جزء كبير من شبه جزيرة العرب واصبحت تهدد بالانتقال إلى الممتلكات العثمانية المجاورة أي سوريا وما بين النهرين والعراق الجنوبي. لقد كان الخطر اكيداً بحيث بادر الباب العالي في نفس الوقت الذي ثبت فيه سليمان آغا في منصب والي بغداد في ١٧٤٩م فارسل إلى حاكم مصر وحاكم جدة وشريف مكة تعليمات صارمة يطلب فيها منهم ان ينسقوا جهودهم لضرب الحركة الوهابية (٢).
بعد ان توصل سليمان اغا إلى تعيينه في بغداد اخذ بالاستيلاء على المناطق الاخرى التي كانت تدخل ضمن باشوية بغداد في عهد صهره الراحل احمد باشا وقد سنحت الفرصة له لتحقيق نواياه تلك ، ففي ١٧٥١ م
__________________
(١) ليس هذا هو الهدف وانما هذا هو الشعار ووقائع التاريخ تثبت ما سطّره الجلسوس الانكليزي همفر في مذاكراته من اهداف حميد الدراجي.
(٢) de Hammer. OP. T. III. P. ٥٢٨.