طهماسب الصفوي. وكان هذا الاخير يتطلع إلى استعادة العرش الفارسي بسماعدة واسناد الدولة العثمانية وكان والي بغداد يؤيده في ذلك ، غير ان الباب العالي لم ير من المناسب الدخول في حرب مع فارس والحركة الوهابية في الجزيرة العربية من خلفه تتنامى باستمرار ، كما انه لم يكن يريد ان يضع في يد سليمان باشا تلك الورقة التي ربح بها احمد باشا صديق نادر شاه اللعبة مع الحكومة ، ولهذا فقد طلب من سليمان باشا ان يحجم كلياً عن ممارسة أي تأثير على سير الاحداث في فارس وان يرفض طلب الاصفهانيين الذين توجهوا اليه طلباً للمساعدة ويبعد المدعي حسين مرزا عن بغداد فوراً. على اية حال فقد سليمان باشا اخر امل في تقوية وضعه في العراق على حساب فارس المجاورة عندما استولى على العرش الفارسي كريم خان الزند بعد ان رجحت كفته على بقية المطالبين بالعرش في ١٧٥٧ م فاصبح الرأس الوحيد لا يران وان كان قد اتخذ لقباً متواضعاً هو «الوكيل» (١).
لكن القدر لم يلبث ان انجد سليمان باشا فبعد ان فشلت حساباته التي علقها على فارس اصبح له وبشكل غير متوقع من يدافع عنه بقوة في اسطنبول ونعني راغب باشا الذي عين صدراً اعظم في ١٧٥٥ م. فقد خدم راغب باشا هذا بضعة سنوات تحت امرة حاكم العراق الراحل احمد باشا وكان من المعجبين به حتى انه نظم في مدحة قصيدة تصدرت ديوان شعر صدر فيما بعد لهذا الصدر الاعظم المشهور بعلمه (٢) ، ولهذا فليس من المستغرب ان يتعاطف مع صهر أحمد وربيبه سليمان باشا لاسيما انه كان
__________________
(١) Malcolm, Op. Cit. T. III. P. ١٦٦ FF.
(٢) De Hammer OP. Cit. T. II, P. ٥٦٩.