يعرف سليمان معرفة شخصية بفضل خدماتهما الطويلة سوياً. وقد مكنت حماية راغب باشا سليمان باشا من حكم العراق دون خوف حتى وفاته في ١٧٦١ م. وقد جلب هذا الحاكم الذي يعتبر استمراراً لاسرة وسياسة احمد باشا الخير للعراق الذي تمتع طيلة عهده بالرفاه والهدوء والنظام بحيث نظمت لذكراه مراثٍ كثيرة ظلت تنشد في شوارع ومقاهي بغداد فترة طويلة بعد وفاته.
وبعد وفاة سليمان باشا الذي لم يترك اولاداً اوشك الصراع بين الباب العالي والعراقيين حول اختيار خلف له ان يحتدم مجدداً لولا ان تلافاه الصدر الاعظم المذكور راغب باشا أو بشكل اصح احد المقربين منه يثق بهم واسمه علي واصله من فارس. لقد اراد علي هذا ان ينقل متسلم البصرة والياً إلى بغداد. وكان هذا المتسلم واسمه علي اغا فارسي الاصل ايضاً دخل منذ الصغر في خدمة احمد باشا. وقد انتبه احمد باشا لذكاء الفتى فمكنه من الحصول على تعليم جيد بالنسبة لظروف العصر فاستطاع علي اغا بفضل ذلك من التقدم : ان الاسناد القوي الذي توفر لعلي اغا الذي كان يطلق عليه لقب «عجمي» أي فارسي اسطنبول والصلة التي تربطه باسرة احمد باشا ساعتدته على ان يتولى منصب والي بغداد سيما ان ترشيحة حظي بدعم الابنة الكبرى لاحمد باشا «عادلة خاتون» ، التي كانت تتمتع بنفوذ كبير في بغداد والتي تأمل بان تلعب في عهد علي عجمي الذي خرج من صفوف خدم ابيها نفس الدور الذي كانت تلعبه في عهد زوجها الراحل سليمان باشا.
لقد اظهر علي اغا الذي منح معه تعيينه الجديد لقب باشا ، رغبة في الحكم بشكل مستقل منذ اللحظة التي تسلم فيها منصبه الجديد ولهذا فقد سعى لان يؤلف له في بغداد حزباً من أنصاره الشخصيين. وقام