بالاستناد إلى هذا الحزب بالاقتصاص بقسوة من الانكشارية الذين اشعلوا الاضطرابات في بغداد بعد وصوله اليها مباشرة وتمكنوا من طرده منها لفترة قصيرة. كما انه اخمد بقسوة لا تقل عن ذلك انتفاضة قام بها الاكراد. لكن حملته ضد عرب الخزاعل الذين يقطنون في اهوار لملون (١) هي وحدها التي انتهت بالفشل الذريع. وكان هذا الفشل شؤماً لانه مكن الحزب المعادي الذي يقف على رأسه انصار عمر اغا المتزوجين من الابنة الصغرى لاحمد باشا من اتهامه بموالاة الشيعة سراً مستندين في ذلك انه استطاع ان يعاقب الانكشارية والاكراد وكليهما من السُنة بقسوة في حين لم يجرؤ على الاقتصاص كما يجب من الخزاعل الشيعة. وقد نسب علي باشا هذه الدسائس إلى عادلة خاتون فقرر أبعادها عن المدينة الامر الذي قضى بشكل نهائي على قضيته ودفع هذه المرأة النشطة والطموح إلى الانتقال علناً إلى صفوف اعدائه. وفي الوقت نفسه كان اهالي بغداد الذين لم يقبلوا هذا الوالي الذي فرض عليهم فرضاً الا بصعوبة ، قد قرروا ان الوقت قد حان للتخلص منه. وهكذا بدأ في ١٧٦٣م تمرد الانكشارية الذين لم يستطعوا ان يغفروا للوالي تصرفه القاسي تجاههم ، ولم يلبث التمرد ان شمل بسرعة بغداد برمتها وكان اهاليها قد دعوا باشارة متفق عليها مسبقاً للسلاح وحاصروا دار الوالي. وقد استطاع علي باشا عجمي النجاة من أيدي الجمهور الحانق واختبأ في دار احد المتعاطفين معه غير ان الحرس الذين كانوا قد وزعوا في الشوارع قبضوا عليه عندما خرج من مخبئه مرتدياً ملابس نسائية وفي نيته الهرب من بغداد واقتادوه إلى «السراي» وهناك قتل على الفور (٢).
__________________
(١) الصحيح لملوم. (المترجم).
(٢) Niebuhr, OP. Cit. T. II, S. ٣٢٠.