بسبب الجوع والعطش وسيوف الاعداء (١).
لقد زادت حملة العثمانيين الفاشلة هذه منعة الامير الوهابي وهو انذاك عبد العزيز الذي خلف اباه محمد بن سعود عام ١٧٦٥ فاستطاع بشجاعته وقوّة مراسه ان يجلب إلى صفه قبائل عربية جديدة ، كذلك دفع إلى العثمانيين حتى القانطين على ساحل الخليج الفارسي من العرب الذين كانوا قبل ذلك يرفضون باصرار الاعتراف بسلطة الوهابيين إلى الانضمام لعبد العزيز. وكان اتباع عبدالوهاب الجدد هؤلاء يمتلكون اسطولاً شراعياً لا يستهان به واخذوا يمارسون «القرصنة (٢)» بحجة تحويل جيرانهم إلى الوهابية فأصبحوا بذلك سوطاً مسلطاً على الملاحة التجارية في هذا الطريق البحري الذي يؤدي إلى الهند. وقد شدد «القراصنة» الوهابيين من مخاوف الباب العالي على البصرة التي لم تكن محصنة بشكل جيد الا من جهة البر ، ذلك ان سليمان الكبير كان يدفع لكل من عرب الزبير والمنتفقين مبلغاً سنوياً مقداره مائة الف قرش مقابل حماية المدينة من غارات الوهابيين ، اما من جهة النهر فقد كانت المدينة مكشوفة ذلك ان الاسطول الصغير الذي كانت تحت تصرف العثمانيين لم يكن قادراً على ان يبدي مقاومة جدية
__________________
(١) ed. Driault, La Politiqe Orientale de Napolion, (Paris, ١٩٠٤), P. ٤٢.
(٢) يجري المؤلف هنا على عادة المؤلفين الغربيين فيطلق على الجهاد البحري الذي كان عرب الخليج يمارسونه ضد التغلغل الاجنبي في بلادهم اسم القرصنة وذلك على الرغم من الفور من الفوارق الكثيرة الواضحة بين طبيعة هذا الجهاد والقرصنة الاوربية المعروفة - انظر حول ذلك ايضاً هامشنا في الصفحة ١٨٩ من الجزء الاول من هذا الباب. (المترجم) تعليقة المترجم هنا مضحكة جداً حيث يشير إلى فوارق كأنه يخفى عليه ان الوهابية من ادوات الانكليز فما هذا الجهاد المزعوم حميد الدراجي.