«للقراصنة» المذكورين (١). ومن حسن الحظ ان هؤلاء كان لديهم عمل كبير في الخليج الفارسي حيث لم تلبث هجماتهم ان اصبحت تصيب حتى سفن شركة الهند الشرقية الانجليزية بالاضافة إلى السفن الشراعية المحلية التي كانت تؤلف بالنسبة لهم غنيمة سهلة. ولم يكن الامير الوهابي عبد العزيز قد فكر بعد الاستيلاء على البصرة بل كان عنده مشروع اخر يأمل بان يوفر له ثروات طائلة تتمثل بالكنوز المحفوظة في مرقد الامام الحسين (ع) في كربلاء.
لقد رفعت حملة العثمانيين الفاشلة على الاحساء لدرجة تفوق من اعتداد عبد العزيز بنفسه في حين عجل رفض سليمان الكبير ترضيته عن مقتل عدة وهابيين سقطوا في صدام مع عرب العراق بقراره بمهاجمة كربلاء (٢). وهكذا باغت سعود بن عبد العزيز في ٢٠ نيسان ١٨٠٦ مدينة كربلاء وكان اغلب سكانها قد ذهبوا إلى النجف لزيارة الامام علي (ع) فتركت دون حماية. لقد كان الفصيل السعودي يتألف من سبعة الاف مردوف ، (جمل سريع العدو) (٣) يحمل كل منها راكبين مسلحين. وقد عاشت اتباع عبد الوهاب المتعصبين هؤلاء في المدينة طيلة يومين كاملين واحدثوا اضراراً في المنائر وفي قبة المرقد المذهبة التي اعتقدوا ان كسوتها النحاسية في من الذهب الخالص (٤). لكن جميع الكنوز هذا المرقد التي تجمعت من هدايا وتبرعات الزوار المسلمين عشرات السنين وقعت بالمقابل في ايدي الوهابيين الذين احتاجوا إلى مائتي بعير لنقل هذه
__________________
(١) M * * Description du pachalik de Bagdad, p. ٤٣ ـ ٤٤.
(٢) Burckhardt, OP. Cit. Vol. IIP. ١٨٦.
(٣) انظر هامشنا في الصفحة ١٤٤ من الجزء الأول من هذا الكتاب.
(٤) M * * Description du pachalik de Bagdad p. ٧٣ - ٧٤.