الغنيمة التي لاتقدر بثمن والتي تتألف من احجار كريمة واغطية وسجاد واواني من الذهب والفضة واسلحة مختلفة عليها نقوش ثمينة ولوازم وكمية كبيرة من النقود الذهبية والفضة الاجنبية (١). لقد اوقع التعرض للمقدسات بهذا الشكل الفزع في العراق واثار لدى حاكم العراق سليمان الكبير نفسه الخوف على الكنوز المحفوضة في ضريح الامام علي في النجف ولذلك فقد نقلت إلى بلدة الكاظمين الواقعة بالقرب من بغداد ووضعت في مسجد الامام موسى [الكاظم] (ع) القائم هناك تلافياً لنهبها من قبل الوهابيين (٢).
ومن ناحية اخرى كان التعرض للعتبات المقدسة بهذا الشكل يهدد بحدوث تعقيدات جدية مع فارس التي استطاعت حتى هذا الوقت ان تتقوى بعد ان تغلب اغا محمد خان القاجاري على جميع حلفاء كريم خان الزند المتنازعين على العرش الذين اشاعوا الفوضى في البلاد وقضى عليهم الواحد بعد الاخر. ومع ان محمد خان هذا الذي اعلن في ١٧٩٦ شاها لفارس قتل في السنة التالية ، الا انه ترك لابن اخيه فتح علي شاه دولة يسودها النظام في الداخل وتتمتع بنفس رفعتها السابقة في الخارج. لقد عد حاكم فارس الجديد سرقة نفائس المرقد في كربلاء دون ان يعاقب السراق تاوناً من جانب سليمان الكبير فهدده بانه سيأخذ الدفاع عن العتبات المقدسة في العراق ضد الخطر الوهابيين على عاتقه اذا لم يكن حاكم
__________________
(١) يذكر S.M.Zwemer في الصفحة ١٩٥ من كتابه : «Arabia The cradle of Islam» بان العملة الاجنبية التي استولى عليها الوهابيون وحدها بلغت ٦٠٠٠ دوبلون اسباني و ٣٥٠٠٠٠ قطعة من نقد فنيسسا الفضي و ٤٠٠٠٠٠ دوكات هولندي و ٢٥٠٠٠٠ دولار اسباني.
(٢) L. A * *. Histoirs des Wahabis, p. ٢٩.