ترشيح حافظ علي كهية الباشا الراحل الذي ينحدر في اصله من الجورجيين ايضاً بيع وهو صغير حرساً لسليمان الكبير وعمل هذا على تقريب عبده الذي ينتمي إلى ابناء جلدته وعينه خازناً له (١). وقد زاد سليمان الكبير من تقريب حافظ علي بعد ان عمد هذا إلى قتل الكهية السابق احمد وكان صهراً للباشا عند ما كان هذا خارجاً من احد لقاءاته مع سليمان الكبير. وكان الكهية احمد الذي تميز بذكاء خارق ومؤهلات مشهورة قد ساعد بقسط كبير في تمتع سليمان الكبير بمجد الحاكم الحكيم فلم يعد يقنع في ايامه الاخيرة بدور مساعد حاكم العراق واستحوذ على سلطة كبيرة حتى انه انفرد بحكم الباشوات دون ان يظهر أي مراعاة لسليمان الكبير الذي تقدمت به السن (٢). وكان سليمان الكبير قد ضايقته سيطرة كهيته ولهذا فقد عين القاتل في منصب المقتول بدل من ان يفرض عليه العقاب الذي يستحقه ، وزوجه من ابنته التي ترملت بموت أحمد. وبعد ان أصبح حافظ علي قريباً من سليمان الكبير بهذا الشكل وغدا كهيته وساعده الايمن لم يعد من الصعب عليه التفوق على غيره من المرشحين لمنصب حاكم العراق والحصول على مصادقة الباب العالي على تعيينه فيه.
كان الاستعداد للنضال ضد الوهابيين هو اول اهتمام باشا بغداد الجديد سيما وان هؤلاء «البيورتان العرب» (٣) تمكنوا من توجيه ضربة شديدة لهيبة السلطان باعتباره خليفة للمسلمين وحامياً للمدينتين
__________________
(١) M. * * Description du pachalik de Bagdad p. ٢٢ ـ ٢٣.
(٢) Olivier, OP. Cit. T. IV. P. ٣٥٤ FF.
(٣) يشبه المؤلف هنا الوهابيين بالبيورتان وهم اتباع فرقة بروتستانية انجليزية من انصار المصلح الديني كالفن. وقد عرفت هذه الفرقة بتزمتها الشديد ومطالبتها بالتمسك باهداب الفضيلة. (المترجم).