التي قامت على انقاض البصرة القديمة نتيجة لجهود سليمان الكبير ، في نفس الوقت الذي توجه فيه فصيل وهابي اخر نحو البصرة بهدف الاستيلاء عليها. غير ان المحاولتين باءتا بالفشل نتيجة للمقاومة التي ابداها الاهالي مما جعل سعود يكتفي بنهب القرى والمستوطنات القائمة في الضواحي لانها لم تستطع ان تحتمي من الوهابيين بسبب افقتارها للاسوار (١).
لقد واصل حاكم العراق حافظ علي باشا جمع وتجهيز الجيش ولكنه لم يكن متعجلاً لمباشرة عمليات فعالة ضد سعود على الرغم من الحاح سيد سلطان امام مسقط الذي كان حليفاً لباشا بغداد ويتحرق شوقاً لمقاتلة الوهابيين لانهم كانوا يهددون استقلال عمان ايضاً. وقد توجه سيد سلطان نفسه في ١٨٠٣ على رأس اسطول يتألف من خمس عشرة سفينة إلى البصرة رغبة منه في التعجيل بحركة جيش العراق ، وهناك خاب امله في استعداد حافظ علي باشا للحرب فقرر وهو في ذروة يأسه ان يلقن الاخير درساً بالاستيلاء على البصرة بمساعدة الاسطول الذي جاء به معه غير ان المقربين منه تمكنوا بصعوبة من اثنائه عن ذلك (٢). وقد تخلى امام مسقط عن الحذر وهو في طريق عودته من البصرة وسبق اسطوله في سفينة شراعية خفيفة ، فتعرض لغارة قام بها الوهابيون ومات اثناء المناوشة التي جرت معهم. وهكذا فقد حافظ علي باشا حليفه النشط واصبح يعتمد من الان على قواه الخاصة فقط.
واخيراً قرر الباشا بعد استعدادات دامت سنتين الخروج من بغداد في نهاية عام ١٨٠٤ على رأس جيش تعداده خمسة وسبعون الف شخص ولكنه ما ان وصل إلى الحلة حتى قرر البقاء فيها لقضاء فصل الشتاء ولم
__________________
(١) L. A. * * Historie des Wahabis, P. ٥٢ FF.
(٢) L. A. * * Historie des Wahabis, P. ٥٧.