الكردية البدوية. وكان هؤلاء لا يعتبرون التفاتاً لتبعيتهم سواء كانت للسلطان أو للشاه بل ينتقلون باستمرار بحثاً عن المراعي من المنطقة العثمانية إلى الفارسية وبالعكس الامر الذي كان يؤيدي مع تواجد جزء من القبيلة نفسها في الاراضي الفارسية إلى الكثير من سوء التفاهم الحدودي ، وقد سهل هذا الوضع لفتح علي شاه ان يمهد لنفسه السبل في باشوية بغداد على امل ان يضمها في المستقبل إلى فارس.
لقد اعطى عبد الرحمن باشا وهو بيك كردي من اسرة بابان ، وكان ابن اخ لابراهيم باشا مؤسس السليمانية اول حجة للتدخل فقد ثار البيك المذكور علناً على حافظ علي باشا والي بغداد بعد ان عزله هذا من منصبه. وقد طعن عبد الرحمن بيده حاكم كويسنجق محمد باشا حليف العثمانيين وقضى عن التون كوبري على خالد باشا الذي عين في السليمانية بدلاً منه. وبعد ان هزم عبد الرحمن بدوره على يد والي بغداد حافظ علي باشا في ١٨٠٥ هرب إلى حاكم كردستان فارس ومن هناك إلى فتح علي شاه في طهران (١) ، لكن هذا اكتفى في هذه المرة بمجرد الشفاعة له لدى حافظ علي باشا وذلك بسبب انشغاله في الحرب مع روسيا ، واتخذ في الوقت ذاته التدابير اللازمة لتأمين حدوده القريبة ضد هجوم والي بغداد فعين ابنه الاكبر محمد علي مرزا في كرمنشاه وخوله - لكونه والياً لمنطقة متاخمة لحدود العراق ـ صلاحيات واسعة ووضع تحت تصرّفه جيشاً كبيراً (٢). ولم يقبل حافظ علي باشا شفاعة الشاه وطلب من الفرس تسليم الهارب لكن
__________________
(١) Rich, OP, Cit. vol. ١٣٠٤.
(٢) R. G. Watson, A History of Persia from the beginning of rhe XIX Century to the year ١٨٥٨, (London, ١٨٦٦), P. ١٥٥.