ولكن محمد علي لم يجهز ابنه طوسون باشا ويرسله إلى شبه جزيرة العرب الا في ١٨١١ بعد ان رسخت سلطته في مصر. وقد استطاع طوسون هذا ان يستعيد من الوهابيين اولاً جدة وبعدها مكة واخيراً المدينة التي احتلها في ١٨١٥. ثم عقدت بين القائد الاعلى للجيش المصري والامير الوهابي عبد الله بن سعود هدنة لم تستمر طويلاً فقد توغل في الجزيرة العربية في ١٨١٦ جيش مصري جديد بقيادة ابراهيم باشا الابن الاخر لمحمد علي وقد مكنت الانتصارات الجديدة التي احرزتها القوات المصرية الامبراطورية العثانية من التخلص من الخطر الوهابي ، ففي ايلول استلم الامير عبد الله لابراهيم باشا فارسل إلى اسطنبول حيث تم اعدامه علناً وخربت عاصمته الدرعية تخريباً تاماً (١). وهكذا لم يعد اتباع عبد الوهاب يؤلفون خطراً دائماً بالنسبة للسلاطين العثمانيين بالرغم من ان اسرة ابن سعود لم تلبث ان بعثت واخذت تلعب كما سنرى لاحقاً دوراً ملحوظاً في الاحداث التاريخية التي لها صلة مباشرة بتاريخ العراق المتأخر.
ان حاكم بغداد الجديد داود باشا ، وقد تخلص من كابوس الغارت الوهابية الدائم الذي حرم اسلافه الهدوء ، اصبح يستطيع ان يواجه كل اهتمامه إلى كردستان التي كان الوضع فيها ما يزال يثير القلق (٢) ، فحاكم السليمانية محمود باشا صنيعة فارس لم تؤثر فيه حتى اجراءات اللين الترضية فقد ظل يعترف بسيادة الشاه وارسل ابنه وكان عمره سبعة اعوام رهينة إلى كرمنشاه على الرغم من ان داود باشا وسع المنطقة تحت حكم اسرة بابان لدرجة لا يستهان بها (٣). ولهذا غير حاكم بغداد تكتيكه وقرر ان
__________________
(١) London, ١٨٨١) PP. ٢٥٦ - ٢٦١) Blunt, A pilgrimage to Nehd, vol. II,
(٢) on sax, OP. Cit. s. . ١٨٦٧
(٣).Rich, OP. Cit. vol. ١P. ٢٩٨.