داود باشا على ذلك بمحاصرة المقيمية ولكنه جابه مقاومة مسلحة فاضطر إلى التراجع السماح لريتش بمغادرة البلاد مع جميع الموظفين الانجليز العاملين في مؤسسات الشركة في البصرة وبغداد. وأغلقت مقيمية بغداد مؤقتاً بعد هذه الاحداث التي وقعت في ١٨٢١ ولم ينتقل تالير الذي خلف ريتش من محل سكنه في البصرة إلى بغداد الا بعد ان التزم داود باشا رسمياً بالاعتراف للرعايا الانجليز ولمن هو تحت حماية بريطانيا بجميع الحقوق والافضليات التي يقرها لهم نظام الامتيازات وبعد ان اقر باعادة قيمة جميع ما صودر من بضائع وجميع ما نهب من اموال تخص موظفي شركة الهند الشرقية (١).
بعد ابعد داود باشا ريتش الذي اعتبره المسئول الاول عن الاخفاق الذي اصابه في كردستان بادر إلى ارسال حملة جديدة ضد محمود باشا غير ان جيشاً فارسياً ـ كردياً مشتركاً تمكن من التغلب على قوات بغداد التي كانت بقيادة كهية داود باشا (٢). عندها امر حاكم بغداد - انتقاماً لذلك - باعتقال جميع الفرس الاغنياء والمنتفذين في بغداد ومصادر املاكهم. وفعل الشيء نفسه في كربلاء والنجف حيث احتمى الفرس باسوار المسجد لكن هذه جرت مهاجمتها واحتلت واسفر ذلك عن موت الكثيرين. ونقلت جميع ثروات العتبات المقدسة في المدينتين المذكورتين إلى بغداد حيث جرى تحولهما تحت اشراف صناع استقدموا من اسطنبول إلى سبائك ثم سكت نقوداً فيما بعد (٣).
__________________
(١) Aitchson, OP. Cit. vol. XI, P. ٣.
(٢) Rich, OP. Cit. vol. II, P. ١٨٤.
(٣) Ibis, P. ٢٢٦.