بمساعدة اللوريين الفيلية ، لكن الرجل الذي اختاره باشا بغداد وهو شخص ذكي وحاذق اسمه مذكور بن جنديل استطاع ، قبل ان يجري تنفيذ هذه المحاولة ان يزرع خلافاً كبيراً بين من ظل من بني لام مخلصاً لمنافسه وتمكن من استمالة الجزء الاغلب من ابناء قبيلته (١). وهكذا تمكن داود باشا من اخماد الفتنة التي كانت تستعد لها اقوى قبيلتين في العراق وهي في مهدها ، الامر الذي قلّص كثيراً من فرص الشاه الفارسي للاستيلاء على العراق بسهولة.
غير ان ذلك لم يثن فتح علي شاه فبدأ عملياته العسكرية ضد العثمانيين مستغلاً الخلافات الحدودية التي قامت في ١٨٢١ بين الامير عباس مرزا حاكم اذربيجان ووالي ارض روم العثماني. فقد بسط الوالي العثماني حمايته على قبيلتين كرديتين انتقلتا من الاراضي الفارسية وكانتا تعتبران من رعايا فارس. ومع ان الوالي العثماني استبدل ، الا ان من حل محله كان اكثر عداءً للفرس منه ، فقد عمد إلى اعتقال المندوب الذي ارسله عباس مرزا للتفاوض. وهنا بادرت حكومة الشاه إلى قطع الاتصالات مع سلطان ارضروم وتوغل جيش يقوده وريث العرش الفارسي في الاراضي العثمانية واستولى على قلعتين تويراك قلعة وآق سراي (٢) وتحطمت القوات العثمانية التي ارسلتها لمجابهة الفرس وباشر عباس مرزا باحتلال المناطق الحدودية العثمانية : آب شهر وديادين وبيتليس وموش وغيرها ، الواحدة بعد الاخرى.
طلب الباب العالي من داود باشا ان يسند جيش ارضروم وذلك
__________________
(١) Rich, OP. Cit. vol. II P. ١٦٩.
(٢) Fontanier, OP. Cit. T. ١